المضاربة الوسيلة الأسهل لتوظيف الأموال لتحقيق الأرباح دون معاناة وتعب ما يجعلها الخيار المفضل عند المستثمرين رغم مخاطرها العالية، نعم فشراء سهم أو أرض وتركها حتى ترتفع وبيعها عملية غاية في السهولة فالسهم أو الأرض لا يتطلب مخازن ولا موظفين ولا تراخيص ولا هم يحزنون.
الأسواق أصبحت تصنف بناء على حجم المضاربة فيها إلى أسواق مضاربية وأسواق طلب حقيقي والارتفاعات في الأسعار بأسواق كثيرة أصبحت تعزى لأسباب مضاربية بسبب أموال ساخنة تستهدف استخدامها لتحقيق أرباح كبيرة وسريعة على حساب عناصر هذه الأسواق من منتجين ومستهلكين ووسطاء حقيقيين، ولا شك أن السوق العقارية وبسبب عظم حجمها تعد من الأسواق المفضلة للأموال المضاربية الساخنة ما يجعلها الأكثر تضرراً من تلك الأموال.
السوق العقارية السعودية الثانية من حيث الحجم بعد قطاع النفط والغاز في بلادنا وتشهد طلباً حقيقياً على المساكن مقابل عرض لا يتناسب وهذا الطلب، كما تشهد طلباً مصطنعاً (مضاربة حامية) على الأراضي أدى لارتفاع أسعارها بشكل كبير وغير مبرر رغم أن الأراضي المعروضة في معظم مناطق بلادنا ضعفا المستخدم ما أثر على أسعار المساكن والإيجارات بشكل سلبي على المستهلكين الذين يمثلون الغالبية العظمي في السوق العقارية ما أفقدها النمو الطبيعي المستدام من ناحية وفاقم المشكلة الإسكانية من ناحية أخرى.
هناك توجه واضح وملموس لحل المشكلة الإسكانية ولكن دون إستراتيجية واضحة أو معلنة كما يبدو لي الأمر الذي يجعل المطورين العقاريين من مؤسسات وأفراد في حيرة من أمرهم خصوصاً أن التطوير يتطلب وقتاً طويلاً من الفكرة حتى التسويق مروراً بالتصميم والبناء من 3 إلى 7 سنوات لتطوير الأحياء وبمتوسط سنتين لتطوير عدة مساكن من قبل الأفراد وهي مدد زمنية يخشى المطورون فيها ظهور قرارات أو مشاريع حكومية تؤثر على استثماراتهم سلباً الأمر الذي يجعلهم يحجمون عن التطوير الكمي والنوعي ما انعكس سلباً على أعداد المؤسسات العقارية التطويرية الحقيقية القادرة على إنتاج كميات كبيرة ومتنوعة من المساكن عالية الجودة متعاظمة القيمة التي نريد.
أعتقد جازماً أن الوقت حان لإعلان إستراتيجية إسكانية واضحة ومعلنة لمعالجة القضية الإسكانية في بلادنا خصوصاً أن العقار بدأ يترنح تحت الضربات الإعلامية التي ضربت المضاربات العقارية في مقتل وبدأت مسيرة تناقص أسعار الأراضي الكثيرة والبعيدة لتعود بإذن الله إلى أسعارها المعقولة ولم يتبق إلا أن ندعم السوق العقارية بجملة من الأدوات لتحفيز المطورين العقاريين لتطوير وحدات إسكانية تلبي الطلب بجودة عالية وأسعار متناولة.
تنويه واعتذار:
وصلني عتب بأنني استخدم أحياناً مختصرات أجنبية غير مفهومة في بعض مقالاتي ، فأنا أولاً اعتذر عن استخدام المختصر بدون شرح معناه وعذري إن كان لي عذر أن المساحة لا تتسع لمحاولة شرح المصطلحات الاقتصادية. وأعد بأن أحاول الاقلال من ذلك قدر المستطاع. ولكم تقديري.
alakil@hotmail.com