للتوعية اهتمام خاص في أجندة الدفاع المدني، حيث تقوم الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بجهود متنوعة تستخدم فيها الكثير من الوسائل لتوصل رسالة توعيه لأحد شرائح المجتمع.
ورغم تلك الجهود إلا أن رسالة الدفاع المدني التي تكلفت جهداً ومالاً لا تصل بالشكل المطلوب إلى الشريحة المستهدفة. ورغم أن الوفيات والخسائر التي تنتج عن الحرائق والسيول وغيرها من الكوارث خسائر فادحة، فإن ذلك لم يشفع للدفاع المدني أن تفتح له أبواب التلفزيون ولا وسائل الإعلام ليصل من خلالها إلى الناس، فكثير من الفلاشات والبرامج والأفلام والمسرحيات التي كلفت الكثير تقف أمامها بيروقراطية التلفزيون وعدم وعي بعض موظفيه بأهمية تلك الرسائل التي ستنقذ حياة الكثيرين الذين يجهلون خطورة بعض تصرفاتهم. فالدفاع المدني يحذر دائماً من الدخان وسرعة فتكه بالناس بعد ثلاث دقائق، وقد أنتج لذلك عدة رسائل توعية ولكنها مثل غيرها لا تصل للناس والدفاع المدني ليس له قناة خاصة ليوعي الناس من خلالها، قبل فترة اختنقت أسرة كاملة بسبب الدخان بعد أن قفل رب اأاسرة باب السطح بالعفش فلم يستطيعوا الخروج للسطح فماتوا بسبب الدخان.
إن وصول سيارات الدفاع المدني إلى مواقع الحرائق لم يعد بالأمر السهل ومن غير الإنصاف الآن أن نلوم سيارت الإطفاء لو وصلت متأخرة، لأنه من المنطقي أن تصل متأخرة في ظل هذا الزحام الشديد الذي نعاني منه صباح مساء وعدم وعي الناس بإفساح الطريق وتسهيل المرور لها وفشل المرورالمزمن وغيره من الجهات التنظيمية في وضع مسارات خاصة لسيارات الإسعاف والدفاع المدني كما تفعل بعض الدول. وبدلاً من أن نلقي اللوم على الدفاع المدني الذي بالتأكيد يحتاج إلى مزيد من الدعم والتطوير لمعداته والتدريب لرجاله فإن اللوم يقع على من يمنع الدفاع المدني من يجعل تحذيراته من خطورة السيول والكهرباء والخزانات الأرضية وغيرها لا تصل إلى اشخاص ربما يدفعهم جهلهم إلى ارتكاب أخطاء لن ينفع معها ولا (سوبر مان) لينقذ ضحايا يتساقطون يومياً بسبب جهلهم بخطورة ما يفعلون! إن الحاجة ماسة إلى تكوين لجنة مشتركة مع التلفزيون لعلاج هذه الهوة المزمنة ومعالجة هذا الصدود التلفزيوني وتقصيره في أحد أهم واجباته الوطنية التي ينتظر منه أن يقوم بها، ولن يظيره لو اقتطع بضعة دقائق في اليوم ليبث رسائل توعوية ليس فقط للدفاع المدني بل في كاقة جوانب الحياة فمجتمع نام مثل مجتمعنا يتحتم على تلفزيونه الوطني إن يساهم في بث مزيد من رسائل التوجيه والتوعية المستمرة التي تحافظ على الحياة والصحة والسلامة بشكل عام.
alhoshanei@hotmail.com