حين يلتقي الهلال بالنصر هذا المساء في ذهاب دور الأربعة لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال فإن كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة لفوز أحد الفريقين.. فكرة القدم لا تخضع للمقاييس أو الترشيحات والتوقعات.. بل إن نتائجها قد تتغير أثناء المباريات ويتحول الفريق الفائز بفارق هدفين إلى خاسر وبالثلاثة وهنا متعة كرة القدم.. كما أن ما يحدث أثناء المباراة من أحداث وظروف وتقلبات قد تحول الفريق الأفضل والأقوى إلى الطرف الأضعف، سواء بعدم تقديم لاعبيه لمستواهم المعهود أو حتى تعرضه لحالة طرد أو ضربة جزاء قاتلة وما إلى ذلك.. وهذا لا خلاف عليه ويعرفه كل من يتابع المجنونة في ملاعب العالم..
وفي لقاء الهلال والنصر يبدو الهلال على الورق الأفضل والأقوى.. لكن ذلك لن يكون مؤثراً ما لم يترجم على أرض الملعب واقعاً ملموساً بنتيجة حاسمة، ولعل ما يقف في صف الهلال أنه الفريق الأطول نفساً والأقدر على تدارك وضعه إن لم يكن في المباراة، ففي المباراة التي تليها.. وهذه ميزة الأقوياء دائماً.. أما الفرق الأقل فإنها تبحث عن النتائج (الخطافية) بحيث تسرق هدفاً وتحافظ عليه بحثاً عن الفوز لكن ذلك لن يكون وارداً في مباريات الذهاب والإياب.. فالفرص تكون قائمة ومتاحة لكلا الفريقين.. والنصر من خلال لقاءيه أمام الوصل ثم الأهلي ينجح في الذهاب ثم يسقط في الإياب ولذلك فهو هذا اليوم مطالب بعكس هذا الواقع وتجاوز الهلال بالفوز على أرضه ثم البحث عن نتيجة إيجابية في الإياب.. والقاعدة تقول إن الفريق الأطول نفساً هو الأقدر على التأهل وهذا ما سيحاول النصراويون إثباته الليلة.. وما يجب أن يتذكره كل لاعب يدخل لقاء اليوم أن النتيجة النهائية ثمينة وغالية جداً كون المتأهل سيتشرف باللعب في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين وبين يدي المليك المفدى ما يتطلب من الجميع بذل أقصى جهد في المباراة لنيل هذا الشرف العظيم.. ورغم المحاولات المتكررة من الجانب النصراوي لإظهار الفريق بالمظهر الضعيف والمتأثر بالغيابات بحثاً عن مفاجأة الهلال والفوز بالمباراة.. إلا أن الهلاليين يدركون تماماً مثل هذه المحاولات ويعون أهمية إسعاد جماهيرهم الغفيرة واللعب على النهائي الثالث هذا الموسم بعد أن لعبوا نهائيين على كأس الأمير فيصل بن فهد ثم كأس ولي العهد وقبل ذلك الحصول على لقب بطولة الدوري والأكيد أنه لا يليق بفريق حقق هذه الإنجازات أن ينخدع أو يتأثر بأي محاولات هدفها سلبه تأهلاً مستحقاً قبل المباراة ويحتاج للإثبات خلالها..!
لمسات
فهلوة حسام غالي ووكيل أعماله ونكتة مختبر ألمانيا لا أعتقد أنها ستنطلي على أحد.. خصوصاً أن الاتحاد السعودي لكرة القدم اتحاد محترم يخضع للأنظمة الدولية في كل تعاملاته وإجراءاته وهو الآن يسعى لتقديم كرة قدم محترفة عبر دوري المحترفين واللجان المختلفة المشكّلة ومنها لجنة الرقابة على المنشطات.. وما يحاول غالي إظهاره بالتشكيك باللجنة السعودية هو اتهام وإساءة لاتحاد الكرة ولكل القائمين على شؤون كرة القدم السعودية!
عدم حسم البلجيكي جيرتس لمسألة بقائه مع الهلال للموسم القادم يجب أن لا يزعج الهلاليين.. فالهلال حالياً يمتلك فريقاً قوياً بإمكان أي مدرب جيد أن ينجح معه ويقوده للبطولات.. ولذلك فلا أجد أي تأثير سلبي لمغادرة جيرتس (إذا ما حدثت) في نهاية الموسم لأن لاعبي الهلال متعودون على مثل هذه الظروف وقادرون على التأقلم مع أي مدرب (محترم) بشكل سريع والعودة لهوايتهم المعتادة وهي تحقيق البطولات.
ما فعله منسق المنتخب السعودي السابق إبراهيم القوبع تجاه الهلال وهو يمثل الكرة السعودية آسيوياً لا يتعلق بالقوبع بداية لأنه أقل من أن يسيء للهلال مهما عمل.. لكن القضية تتعلق بانتشار هذا الفكر المعادي للهلال داخل أروقة بعض اللجان والعاملين في اتحاد الكرة والمؤسسة الرياضية ممن تسند لهم مناصب قيادية.. فكلنا يتذكر تصريحات سمو رئيس الهلال عما يحاك للهلال في الخفاء وما يقال للحكام الأجانب من قبل مرافقيهم حول الهلال ولاعبيه.. وما يواجهه الهلال دائماً وأبداً سواء من قبل أمانة اتحاد الكرة أو بعض اللجان والمسؤولين فيها.. فهنا مربط الفرس لأن الثقة بصراحة اهتزت كثيراً بعدد كبير ممن يعملون في المجال الرياضي بعد أن استشرى الميول والتشجيع بينهم حتى إنك لم تعد تفرّق بين المسؤول والمشجع بما في ذلك قضاة الملاعب!!
زيادة فرق دوري زين للمحترفين الموسم القادم تعني أننا حولناه إلى دوري الدرجة الأولى في ظل تواضع مستويات معظم الفرق واللاعبين.. ولذلك أتمنى أن تعمل على تطوير الدوري وتنظيمه بدلاً من تحطيمه!!