Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/04/2010 G Issue 13718
الثلاثاء 06 جمادى الأول 1431   العدد  13718
 
هذرلوجيا
داوتي وهوبر.. لصان لا باحثين
سليمان الفليح

 

لم أقرأ كتاباً يثير الاشمئزاز مثل كتاب الرحالة الإنجليزي تشارلز داوتي الذي زار مدائن صالح في عام 1876 وجال وصال في المنطقة من مدينة حائل إلى تيماء (مدعياً) دراسة الآثار وتسجيل أحوال سكان الجزيرة العربية، فالباحث كما أفهم يجب أن يكون بسيطاً ومحباً لعنوان دراسته ويكوّن علاقات إنسانية تليق به كباحث، لكن داوتي يتسم بلغة سوقية ومفردات تشي بالحقد والكراهية للعرب والإسلام على حد سواء، وهو لا يخفي حقده الديني والإنساني على أمة الإسلام، ما يجعلنا هنا نشكك بأن دراساته هي لمصلحة الصهيونية وتشويه متعمد للعرب في جزيرتهم وطعن لئيم في معتقدهم الديني الحضاري والإنساني، وهو يبرر ضمنا أن كل من التقاه في رحلته يصفه بالنصراني، مع أننا لا نرى هذا التبرير ينطبق على مستشرقين ومستعربين ورجال أجانب جاءوا لخدمة بلادهم مثل لورانس الذي أحب العرب وتعلق بهم وكذلك غلوب باشا وموزيل أو (موسى الرويلي) ف»داوتي» سليط اللغة لا يحترم حتى من كان يقدم له الكرم والعون والمساعدة، وكان يربط كل ما يسمعه من مسلمي المنطقة بالنصوص التوراتية القديمة، لذلك كان فظاً لا يحترم حتى النساء بعباراته النابية، صحيح أن داوتي قد جاء لمهمة غامضة في الشرق، لكنه لا يصرح بها سوى بحثه عن الآثار وطبوغرافيا الأرض وجغرافيتها أيضاً، لكن من يقرأ له رحلته في الجزيرة العربية يحس بالتناقض والكذب والاحتيال، لذلك كان الصبية في مدينة حائل على حق حينما طرحوه أرضاً في السوق وحاولوا (ختانه) بل ختان عنقه أيضاً!!

كذلك ثمة رحالة آخر لا يقل عنه فظاظة وكذباً ألا وهو (هوبر) الذي تجول هو الآخر في نفس المنطقة (حائل، مدائن صالح، تيماء) ويشير المؤرخون والدارسون إلى أنه (هوبر) هو الذي سرق مسلة تيماء التي كانت مكتوبة بالنقوش الثمودية التي تحكي تاريخ تيماء، لذا وجب على هيئة الآثار في المملكة البحث عن هذه المسلة التي تحكي تاريخ الجزيرة العربية القديم وهي لا تقل أهمية - حسب رأيي - عن (حجر رشيد) الذي فك الرموز الهيروغلوفية لتاريخ الفراعنة في مصر القديمة، أي باختصار أن داوتي وهوبر هما محض لصين لا باحثين منصفين..

فما أكثر هذا النوع من الأغراب!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد