Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/04/2010 G Issue 13718
الثلاثاء 06 جمادى الأول 1431   العدد  13718
 
مسؤولية
من ضيَّع الفارس؟
ناهد سعيد باشطح

 

فاصلة:

((بسبب مسمار ضاعت حدوة الحصان، وبسبب حدوة الحصان ضاع الحصان، وبسبب الحصان ضاع الفارس))

- حكمة إسبانية -

اجتمع المشاركون في مؤتمر اتفاقيات ومؤتمرات المرأة الدولية وأثرها على العالم الإسلامي في (المنامة) الأسبوع الماضي وطالبوا برفض كافة الاتفاقيات والمواثيق التي تخالف الشريعة الإسلامية، أو تهدف إلى إلغاء الفوارق الفطرية بين الرجل والمرأة، أو تهدد كيان الأسرة.

وأكدوا في البيان الختامي على أهمية إنشاء مؤسسات أهلية للحفاظ على هوية الأمة وتعزيزها ورفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع، وتُعنى بتشخيص المشكلات التي تقع على المرأة وتعمل على حلها، وإنشاء المراكز العلمية والبحثية التي تُعنى بدراسة واقع المرأة.

ودعا المشاركون إلى مخاطبة الجامعات في العالم الإسلامي للتصدي للدعوات الأممية التي تستهدف وجود الأمة حاضراً ومستقبلاً.. وذلك بدراسة قضايا المرأة في أبحاثهم العلمية.

كما دعوا إلى التأكيد على دور الإعلام في ترسيخ هوية المرأة المسلمة والدفاع عن قيمها وضرورة إصدار وثيقة إسلامية لحقوق المرأة وواجباتها في الإسلام، على أن يُستفاد من الوثيقة المُعدة، من قِبل مركز باحثات لدراسات المرأة.

وطالبوا بتشكيل تجمُّع للمنظمات الأهلية والجمعيات والشخصيات الاعتبارية بهدف توحيد الرؤى وتنسيق جهود المتخصصين في قضايا الأسرة والمرأة.

وطالبوا بتوجيه بيان إلى هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لاحترام خصوصية الشعوب والتحذير من خطورة إكراه الشعوب على تطبيق ما يُخالف معتقداتها وهوياتها، فضلاً عن عقد المؤتمر وما ينبثق عنه من ندوات وورش عمل بشكل دوري في عدد من دول العالم الإسلامي.

الحقيقة أن المشاركين بذلوا جهدهم في المطالبة والتأكيد والدعوة والإنكار والتوجيه.. لكنهم فيما يبدو لم يعطوا الواقع ومشكلاته شيئاً من الأهمية.. لم تعد مشاكل الأسرة لدى المجتمعات المسلمة وتحديداً الخليجية بحاجة إلى بحوث استكشافية مثلما هي بحاجة إلى حلول واقعية تنتزع الأسرة من سباتها الطويل.

مع إيماني بأهمية الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية لتقديم الحلول لمشكلات الأسرة إلا أنه لا شيء تغيَّر في مستوى وعي الأسرة لدينا.. فمنازلنا خالية من الحوار بين الوالدين والأبناء، وهي تضج بالعنف تجاه المرأة والأطفال.

والآباء ما زالوا ينتهجون أسلوب الترهيب.. بينما الأبناء هم نتاج العولمة وثقافة التغيير.. وليس الجمود.. وثقافة التمرد.. وليس الإذعان أو الاستسلام.

من الأفضل أن يكف الباحثون الاجتماعيون عن عقد المؤتمرات وحضورها ليلتفتوا إلى الواقع الذي بحاجة إلى ثورة قوية لتغييره، وبحاجة إلى معالجين وليس باحثين!!

الأسرة ما عاد دورها تربوياً بقدر ما هو دور تقليدي مشوه.. والقيم والمبادئ أصبحت في خبر كان.. هل الصورة بمثل هذه السوداوية؟

نعم واسألوا الممارسين في المؤسسات المعنية بمكافحة العنف الأسري واستمعوا إلى تفاصيل حالات من العنف الأسري لا يصدقها العقل البشري.

لا بد من إستراتيجية واقعية تتخطى المؤتمرات واللجان وبياناتهم الختامية إلى فريق عمل يعرف أن مسئوليته انتشال الأسرة لدينا من مستقبل غامض.

فمتى يستيقظ المجتمع.... متى؟



nahedsb@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد