الجزيرة – عبدالله الحصان
أكد وزير الطاقة الأمريكي الأسبق السيد وليام كوهين أن إعلان خادم الحرمين الشريفين إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لن يخدم المملكة فحسب بل سيخدم المنطقة بأسرها، وبخاصة الدول المجاورة لها. وشدَّد كوهين، الذي يزور المملكة حالياً على رأس وفد أمريكي تجاري، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس بمجلس الغرف، على أهمية موضوع الطاقة البديلة وما توفره من مصادر جديدة للطاقة، وما يعنيه ذلك من حفاظ على البيئة. مضيفاً أن هذا التوجه العالمي تسعى الدول إلى تحقيقه وتوفيره.
وشدَّد كوهين على عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وما تمثله المملكة من قوة اقتصادية نتيجة لاتباعها سياسات اقتصادية حكيمة. مضيفاً أنه لمس العديد من التغيرات الإيجابية فيما يتعلق بالبيئة الاستثمارية المشجعة من حيث القوانين والأنظمة. وحول سبب الزيارة أوضح كوهين أن الغرض منها بحث السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين قطاعي الأعمال في الولايات المتحدة والمملكة، والتعرُّف على المعوقات التي تواجه رجال الأعمال في البلدين، والعمل على إيجاد حلول لها بالتعاون الوثيق مع الجهات المعنية في البلدين. مضيفاً أنه يجب العمل على بحث مجالات تعاون جديدة بين المملكة والولايات المتحدة وفَهْم الطرق السليمة لسبل تطوير علاقات البلدين. متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون والمشروعات في ظل رغبة مشتركة للجانبين على مختلف المستويات.
من جانبه قال السفير الأمريكي لدى المملكة جيمس سميث إن التحديات المشتركة للبلدين تفرض عليهما تعزيز علاقاتهما الاقتصادية أكثر من أي وقت مضي. وحول إشكالية التأخر في الحصول على التأشيرة للسعوديين الذين يرغبون في السفر إلى أمريكا، وما أثاره بعض رجال الأعمال السعوديين حول ذلك خلال اللقاء، قال السفير إنَّ فترة الحصول على التأشيرة تختلف وفقاً لآليات مختلفة تتبعها السفارة، وهي من أسبوعين إلى شهرين على أقصي حد.
في المقابل أكد نائب رئيس مجلس الغرف السعودية عبدالرحمن الجريسي أن الولايات المتحدة تعدُّ من أهم الشركاء التجاريين للمملكة، مشدداً على أهمية دور قطاعي الأعمال في البلدين في الدفع بجهود تعزيز العلاقات الاقتصادية. وأشار الجريسي إلى ما تتمتع به المملكة من بيئة اقتصادية واستثمارية جاذبة. وقال الجريسي: إن وفدا سعوديا رفيعا سيتوجه بعد أسبوعين إلى شيكاغو لعقد منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي، الذي ستعرض المملكة عبره عددا من الفرص الاستثمارية، ومن المتوقع أن يتم خلاله توقيع اتفاقيات تعاون بين الجانبين السعودي والأمريكي.
وتركزت مباحثات الوفد الأمريكي مع رجال الأعمال السعوديين على بحث أوجه التعاون في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات المصرفية والطاقة ومشاريع تحلية المياه. وتضمن برنامج اللقاء حوارا مفتوحا بين ممثلي الشركات السعودية والأمريكية، تعرَّف من خلاله الجانبان على طبيعة ومجالات عمل الشركات المشاركة في اللقاء وفرص التعاون والشراكة التي يمكن عقدها بين الجانبين.
يُذكر أن الفترة الماضية شهدت تطوراً ملموساً في التبادل التجاري بين البلدين، ويتضح ذلك من خلال الفائض الذي حققه الميزان التجاري، الذي حقق خلال الفترة (2004- 2008م) فائضاً لصالح المملكة بوصفه نتيجة لارتفاع معدل صادراتها إلى الولايات المتحدة عن وارداتها؛ حيث سجل ميزان التبادل التجاري بين الدولتين فائضاً بلغت قيمته 136414 مليون ريال في 2008، كما أن واردات المملكة من الولايات المتحدة خلال العام نفسه بلغت نحو 59107 ملايين ريال.