Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/04/2010 G Issue 13718
الثلاثاء 06 جمادى الأول 1431   العدد  13718
 
الحقيقة شمس
الثروة البشرية السعودية
رجاء العتيبي

 

الثروة البشرية هي المخرج التي تسعى الدول المتقدمة للحصول عليه كنتيجة للخطط والاستراتيجيات باعتبارها القوة الدائمة التي تحافظ على كيان الدولة وتجعلها أقدر على المنافسة وأقدر على التعاطي الاقتصادي, وبدون ثروة بشرية فعّالة، لا يمكن أن تصمد الدولة كثيراً أمام التحديات التي تواجهها.

لننظر إلى دولة كالصومال مثلاً, حيث لا وجود لإنسان يمكن أن يشكل ثروة بشرية سوى أنه مكينة حرب لا أقل ولا أكثر، فالإنسان فيها بمثابة الترس الذي تطحنه الحرب في أقرب فرصة سانحة, ولكن انظر لدولة كالسويد، فالإنسان هناك إنسان منتج، ويمكن أن يقاس إنتاجه كمياً وكيفياً ويعرفون أثر إنتاجه على اقتصاد الدولة, مفارقتان يمكن أن تقرّبا لنا مفهوم الثروة البشرية التي تسعى الدول المتقدمة بشتى السبل أن تكون مخرجها النهائي.

إنّ أعظم صادرات الدول هي البشر المتفوّقون, فعندما تصدر دولة كألمانيا الخبراء، والعلماء، والمخترعين، والعباقرة، والفنانين، وعندما تصدر البرازيل لاعبي كرة القدم, وعندما تصدر مصر المعلمين والمهندسين والفنانين, فإنّ ذلك يعني أنّ تلك الدول تشتغل على مواطنيها ما يجعلهم قوة اقتصادية لها تزيد من ثباتها.

في السعودية لا بأس أن نصدر البترول، ولا بأس أن نصدر اللبن والعصائر والخضروات، ولكن أن نشتغل على رفع كفاءة المواطنين لأمر في غاية الأهمية, إذا ما عرفنا أنّ السعوديين استطاعوا في السنوات الأخيرة أن يثبتوا حضورهم في أكثر من مناسبة, فعلى سبيل المثال: هناك تفوق سعودي في كرة القدم, وتفوق سعودي أقليمي على مستوى الشعر الشعبي وتفوق سعودي على مستوى مهرجان الخليج السينمائي وتفوق سعودي على مستوى البث الفضائي وتفوق سعودي في المجال الطبي، كل هذا الحراك يشكِّل ثروة بشرية لها عائد اقتصادي على الدولة, وهذا ما نؤكد عليه ونسعى إلى أن ننظر إلى هذا الحراك على أنه يدخل ضمن مفهوم الثورة البشرية, فالسعوديون في مسابقة (شاعر المليون) مثلاً ينبغي أن ننظر إليهم على أنهم ثروة بشرية قادرة على المنافسة, وليس على أنهم شعراء يقولون ما لا يفعلون. وقس على ذلك في الحضور الطاغي للسعوديين في مختلف المحافل التي يشاركون بها إقليمياً ودولياً.

إنّ أول خطوة باتجاه مفهوم الثروة البشرية هي عدم الوقوف عند وصف السعوديين بالرعايا أو الشعب, وإنما نتجاوزه لأن نجعل منهم ثروة بعائد اقتصادي عليهم وعلى الدولة، باعتبار الاستثمار في البشر أعظم استثمار عرفته البشرية, والخطوات الجبارة لبرنامج بعثات خادم الحرمين الشريفين هي أهم خطوات تصب في صالح الثروة البشرية.





nlp1975@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد