ضعفاء الأنفس عادة هم أكثر الناس لجوءاً إلى الأساليب الملتوية، وإلى أساليب الدس والكيد، والعمل في الظلام إما بقصد الإيقاع بالآخرين أو للحصول على بعض المكتسبات التي يعلمون أنها لن تتحقق لهم في ضوء الشمس.. ولكنهم كثيراً ما يقعون في شر أعمالهم.. إذ كثيراً ما تنقلب عليهم تدابيرهم وبالاً عليهم وحدهم.
ولأن سوء النوايا فضلاً عن التغافل عن حقيقة وجود من لا تخفى عليه خافية، قد استحكمت وتغلغلت في كوامنهم.. لذلك نراهم لا يرتدعون ولا يتعلمون من الدروس، وهؤلاء يتواجدون في شتى المجالات وليس في المجال الرياضي فحسب.
على سبيل المثال: بعد أن أعياهم المدرب الناجح وقض مضاجعهم.. لم يجدوا من سبيل للتخلص منه إلا أن يحفروا له ليوقعوه وقد نجحوا.. ولكن الله عوض النادي الكبير بأحسن منه أضعافاً مضاعفة.
وفي غمرة احتفال الوطن بتنصيب الهلال نادياً للقرن الآسيوي.. وعندما فشل أولئك وأعياهم اللهث، وبحت أصواتهم الممزوجة بنبرات الحقد والغيظ بحثا عما يشوه المنجز.. كانت الترتيبات تجري على قدم وساق لاستغلال النهائي الآسيوي كفرصة سانحة - كما رتبوا واعتقدوا - لتجييش الإعلام المراهق والموجه في سبيل سحب الأضواء عن اللقب الهلالي العالمي والانتقاص منه لحساب المنجز المرتب له.. مع أن المنجزين لصالح رياضة الوطن إذا تحققا معاً أو تحقق أحدهما.. ولكن سحرهم انقلب عليهم، إذ جاءت النتائج وفق سوء نواياهم لاوفق الترتيبات والتدابير.
وفي مكان آخر وعلى ذات الإيقاعات، ولذات المقاصد الرديئة.. رتبوا لاستغلال المناسبة الخليجية التي كانت منتظرة في المتاجرة والمزايدة على الجماهيرية من خلال توظيف الإعلام إياه، في محاولة بليدة لجرح الحقيقة المحسومة منذ أكثر من عقدين من الزمن حول مسألة الجماهيرية الأولى.. فلم يكونوا أوفر حظاً من سابقيهم (اللهم لا شماتة).
هذه ثلاث حالات فقط من جملة حالات تندرج ضمن ذات الاطار.. على أن القصد من تناولها لم يكن بغرض التشفي -معاذ الله-، وإنما القصد هو تذكير الذين أدمنوا تعاطي هذه المسالك والسير فيها دون وعي.. أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها.
حسام غالي
اتخذت قضية تورط اللاعب حسام غالي مع المنشطات أبعاداً لا علاقة لها بلب القضية بعد أن تحولت - بفعل فاعل - إلى قضية رأي عام، ولاسيما في ظل التركيز الإعلامي (المرئي) غير المبرر.. إذ أصبح غالي وقضيته مادة دسمة شبه يومية على موائد معظم البرامج إن لم يكن نهاراً فلا بد أن يكون ليلاً، ليحقق هذا اللاعب صاحب الإمكانات العادية من الشهرة ما لم يحققه في ميادين العطاء الكروي.. هذا عدا ما ظل يحيط بتجاربه الاحترافية من خروقات وممارسات عنترية تجاه نظرائه في الفرق المنافسة.. إذ يندر خلو أي مباراة يخوضها دون أن يترك بصمة سيئة ظلت علامات الاستفهام تتناثر هنا وهناك حول إفلاته من العقاب عليها رغم تكرارها(؟!!).
العجيب في الأمر أنه في ظل فتح الأبواب مشرعة على مصارعها لبعض أصحاب الألسن الطويلة في الإعلام المصري الشقيق المعروف بالحدة في الخصومة، والصلابة في الانتصار لموقفه بأي شكل من الأشكال.
بعض هؤلاء أسرفوا كثيراً في التهكم والسخرية بإعلامنا الرياضي عبر شاشاتنا حد التحقير من خلال استخدام لغة متعالية لا تنم عن وعي بأن ما كان يمكن الاتكاء عليه في حقب مضت أضحى من الماضي، وأن تلميذ الأمس بات استاذاً يشار له بالبنان (؟!).
المتعهد بممارسة التطاول على إعلامنا في كل مرة يتم الاستنجاد به من قبلنا على ما يبدو من أجل تسخين الأجواء وكأن (ما في البلد إلا هذا الولد).
تمادى كثيراً في تطاوله إلى درجة ممارسة الإهانات العلنية بحق الإعلام الرياضي المقروء وكذلك اللجنة المكلفة بالكشف عن المنشطات، من خلال إصراره على القول بأن ما حدث لحسام غالي ما هو إلا مجرد تهمة ألصقها به الإعلام السعودي،
أما إعلامنا (المقروء) الذي ظل يقف موقف المدافع الضعيف، بل المتهالك أمام هجمات وتجنيات وإساءات (خلف خلف الله خلف خلاف الصحفي) الشرسة، فلن أضيف حيالها على قول الشاعر العربي الأبي: (من يهن يسهل الهوان عليه)؟!.
للعقلاء فقط
النصراويون تحديداً وبكافة فئاتهم لا يحق لهم بأي حال من الأحوال الحديث عما يجب تجاه من يمثل الوطن من الأندية السعودية ذلك أنهم هم من أسقط واجبات وأدبيات التعامل المفترض مع ممثلي الوطن، سواء من خلال البيانات الرسمية، أو خربشات الكتاب المحسوبين على النصر تجاه الهلال ومشاركاته وحقوقه الخارجية..