بغبطة ومحبة ولهفة يستقبل أبناء مملكة البحرين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي يبدأ زيارة رسمية تلبية لدعوة أخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
الملك عبدالله بن عبدالعزيز المحب الكبير للبحرين وأهله ليس جديداً عليه أن يزور هذه البلاد الأثيرة على قلبه، فقد حضر مؤتمرات قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي احتضنتها المنامة، إلا أن الزيارة التي ينجزها اليوم، زيارة يخص بها قيادة المملكة وشعب مملكة البحرين الملتحم بكثير من الوشائج مع شعب المملكة العربية السعودية، وهما في الحقيقة شعب واحد علاقاتهما متجذرة منذ بدايات الدولة السعودية، إذ كانت أولى زيارات الإمام سعود بن فيصل إلى البحرين، وأن الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل زار البحرين وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.
أيضاً تاريخ البلدين يظهر التقارب والتمازج الحضاري والثقافي والاجتماعي، فكثير من عوائل أهل البحرين يرتبطون بمصاهرة من أبناء المملكة الذين يقيمون في المنطقة الشرقية، بل مصاهرة العوائل السعودية والبحرينية تتجاوز المنطقة الشرقية إلى مناطق المملكة الأخرى، كما أن كثيراً من السعوديين يقيمون الآن في البحرين، مثلما كان البحرينيون يعملون ويقيمون في الدمام والخبر والظهران، حيث كان أبناء البحرين من الأوائل الذين عملوا في شركة أرامكو كونهم الأكثر تعلماً في منطقة الخليج العربي آنذاك.
إن المملكتين تجسدان نموذجاً متميزاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول المجاورة وبخاصة الشقيقة؛ تناغم وتفاهم تام بين القيادتين وحب متبادل وحرص على مصلحة المواطنين في كلا البلدين، واختلاط بين الأسر وزيادة في المصاهرة، مصالح تتعزز دوماً يقويها إنشاء جسر الملك فهد الذي ربط البلدين ليكون رابطاً مادياً بعد روابط المحبة والجوار للشقيقين اللذين يؤثر كل منهما الآخر. واليوم يجسد الملك عبدالله بن عبدالعزيز كل هذه القيم وكل هذه الصور النبيلة لعلاقة متميزة بين بلدين شقيقين نتمنى أن تكون مثالاً تحتذي به كل الدول الشقيقة، وبالذات الدول العربية.
* * *