فاصلة:((ظلم يُرتكب بحق شخص واحد هو خطر على الجميع))
- حكمة لاتينية -
ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن عبد العزيز.. وربما لن تكون الأخيرة لأن هناك كثيراً من أمثال هذا الشاب.. ببساطة هو حاصل على دبلوم تمريض من كلية حكومية منذ عام أو عامين، وما زال بلا وظيفة حتى الآن، بالرغم من أن وزارة الصحة تعترف بوجود عجز لديها في الكادر التمريضي!!
وفي عام 2005م بلغ عدد السعوديين العاملين في التمريض بوزارة الصحة (12) ألف ممرض وممرضة بنسبة (32%) من إجمالي (38) ألف متعاقد مع الوزارة للعمل في هذه المهنة.. فما الذي فعلته وزارة الصحة لتسد هذا العجز؟.. ولماذا يمكث المتعاقدون في وظيفتهم.. بينما يُوجد خريجون سعوديون عاطلون عن العمل؟
أما وزارة الخدمة المدنية فهي تعلن عن وظائف شاغرة لديها.. وبعد أشهر عدة من الإعلان تدعو المتقدمين إلى مطابقة بياناتهم.. ثم تبدأ سلسلة الانتظار، ولا يحدث شيء بعد ذلك!
عبد العزيز أرسل لي عبر البريد الإليكتروني يسألني عن مستقبل التمريض لدينا؟
بما أن دولاً كأمريكا وبريطانيا يُوجد لديها نقص في الكادر التمريضي؟
ويسأل عن أسباب انتظاره بدون وظيفة مع أنه خريج كلية حكومية؟
ثم يسأل عن مستقبل خريجي كليات خدمة المجتمع.. فوزارة الصحة أعلنت أنها بعد 3 سنوات من الآن لن تقبل الدبلومات الصحية، وكأنها تتبرأ من الطلاب الذين درَّستهم وتحيلهم إلى وزارة الخدمة المدنية؟
لا أحد يا عبد العزيز يملك إجابات لأسئلة تُسأل فترة طويلة دون إجابة؟
الكارثة أن المعاهد الأهلية ما زالت مستمرة في استقبال الطلاب والطالبات على مرأى ومسمع من الجميع.. وتعلن في الصحف اليومية من دون حسيب أو رقيب.
فلماذا تستقبل المعاهد الطلاب دون تخطيط لمستقبلهم.. ودون أن يكون لهم وظائف.. وإنما أعداد من الشباب تتكدس دون وظائف؟
وما هو ما مصير هؤلاء الطلاب والطالبات الذين ما زالوا يدرسون بعد تخرجهم، لأن دراستهم تمتد لثلاث سنوات أو أكثر؟
يا عبد العزيز.. لا تظلم وزارة الصحة، فقد أعدت الكوادر الصحية في نظام الخدمة الصحية، وستعمل على إنشاء مستويات في الكادر الصحي للتمريض.. والمملكة هي الدولة الوحيدة في منطقة الخليج العربي التي توفر كل هذه المستويات التعليمية لمواطنيها للعمل بالمهنة.. لكن عملية التوظيف متمركزة في يدي القطاعين الحكومي والأهلي دون رقابة للتوظيف أو عدمه.. أو توظيف غير المؤهلين لممارسة المهنة.
يا عبد العزيز اصبر حتى وإن لم تجد لك وظيفة.. فلا بد أن يتمتع بها أولادك أو أحفادك هذا إذا استطعت تكوين أسرة وأنت بلا وظيفة!!
يا عبد العزيز لا تهتم لمستقبلك ومستقبل زملائك.. ودع المعاهد تكسب وتربح الملايين.. بينما تتكدسون دون عمل.
ودع الإعلام يُركِّز على أهمية تقبُّل المجتمع لوظيفة التمريض للنساء.. بينما أساس المشكلة أن لا وظائف!!
لك الله يا عبد العزيز.
nahed@ alriyadh.com