كنت قد استغربت من الخبر الذي وزعته وكالة الأنباء الألمانية، والذي نسبته الوكالة لدراسة أجراها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية. ومثل غيري ممن قرؤوا الخبر، فقد استغربت أن 93 بالمائة من النسوة السعوديات تعرضن للعنف من أزواجهن.
وقد تفاجأ المسؤولون والباحثون في مركز رؤية للدراسات الاجتماعية النقل الخاطئ والقراءة غير المسؤولة لوكالة الأنباء الألمانية حسب ما أبلغت به من قبل المركز (خطياً)، حيث يوضح (البيان التوضيحي) الذي أرسله المركز إلى جميع الصحف، أن النسبة التي بنت عليها وكالة الأنباء الألمانية هي لثلاثين امرأة من ضحايا العنف؛ أي أن 93 بالمائة محصورة على 30 امرأة، وليس كما حاولت الوكالة إفهامنا بأن النسبة هي منسوبة إلى جميع النساء السعوديات.
وحتى تكون الحقائق واضحة، ويتحدد الخطأ وحتى المسيء إذا كان المقصود الإساءة للمجتمع السعودي أنشر بالنص (التنويه العاجل) الذي أرسله مركز رؤية حتى يطلع ويعرف الجميع الحقيقة، أما الرسالة التي تكرَّم الدكتور عزت عبدالله الشاذلي بإرسالها لشخصي، فأعتذر عن نشرها لأني لا أنشر الرسائل التي تمدحني.
(تنويه عاجل)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد..
فوجئت إدارة العلاقات العامة والإعلام بمركز رؤية للدراسات الاجتماعية بالخبر الذي تصدَّر بعض الصحف الورقية والإلكترونية كصحيفة الجزيرة كعنوان رئيس في صفحتها الأولى يوم الاثنين تاريخ 27-4-1431هـ وص46؛ وكصحيفة عكاظ في الصفحة السادسة يوم الاثنين تاريخ 27-4-1431هـ؛ وصحيفة الاقتصادية الإلكترونية في يوم الأحد 26-4-1431هـ وتناقله عدد من الصحف ووكالات الأنباء، والذي نص على ما يلي:
(93 % من النساء السعوديات يتعرضن للعنف من أزواجهن.. إلخ)
ويأسف مركز رؤية على عدم التحري والدقة في نقل الألفاظ كما وردت في التقرير المنشور على الموقع الرسمي لمركز رؤية للدراسات الاجتماعية في يوم السبت تاريخ 25-4-1431هـ والذي نص على ما يلي:
(93 % من النساء المبحوثات اعترفن أن أزواجهن يمارسون العنف عليهن بطريقة مباشرة.. إلخ)
ويتبين بوضوح تام التحريف وعدم الدقة في النقل مما وجب التنويه على ذلك حفاظاً على صحة المعلومات والأرقام والألفاظ بهذا الشأن، وتأكيداً على المصداقية المهنية الإعلامية نناشد كل الوسائل الإعلامية التحري بنقل الأخبار كما وردت في مصادرها الأصلية، كما نطالب أيضاً كل من نشر الخبر بإعادة نشره بصورته الصحيحة حتى لا نشوّه صورة مجتمعنا المسلم السعودي الآمن، والذي أكدت دراسة العنف الأسري التي قام بها المركز والتي هي محور الخبر المذكور أنه مقارنة بغيره من المجتمعات يُعدُّ من أقلها ممارسة للعنف ضد النساء، حيث إنَّ النسبة المذكورة في الخبر تشير إلى عينة المبحوثات في الدراسة وليست السعوديات عامة، والتي هي إجمالياً (2040) مفردة موزعة كالتالي:
(1900) من المترددين والمترددات على المراكز الصحية الأولية.
(50) من الخبراء والخبيرات.
(90) من ضحايا العنف من الذكور والإناث والأطفال، والذي يبلغ عدد الإناث منهم ثلاثين حالة، وهؤلاء الثلاثون فقط هم المقصود بكلمة «المبحوثات»، واللواتي ترجع إليهن النسبة المذكورة في التقرير على موقعنا الرسمي.
ونحن إذ ننوه على هذا الخطأ الحاصل لدى وسائل الإعلام التي نشرت الخبر فإننا نؤكد أن المصدر الرسمي والوحيد لنقل نتائج وتقارير دراسات المركز هو الموقع الرسمي للمركز (www.royahcenter.com)، كما نؤكد مرة أخرى على الجميع بتحري نقل الأخبار بألفاظها ومدلولاتها العلمية.
وصدق من قال: «وما آفة الأخبار إلا رواتها».
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
jaser@al-jazirah.com.sa