نحن نشترك مع الدول المتقدمة والمتطورة في كثير من المشكلات التعليمية، لكننا لا نشترك معهم أحياناً في جودة الحلول وفاعليتها، ويأتي على رأس تلك المشكلات التعليمية ضعف مخرجات التعليم الثانوي.
وفي هذا الشأن قامت بعض الجامعات الأمريكية بمنح بعض طلاب الثانوية وقبل تخرجهم من المرحلة الثانوية سنة جامعية مجانية لتجعلهم أكثر استعداداً لدراستهم الجامعية (هذه الفرصة خاصة بالطلاب الذين تبيّن أنهم غير جاهزين للتعليم العالي).
ويتم هذا الأمر بالتنسيق بين الجامعة والمدرسة الثانوية، وفي هذا السياق يقوم بعض مديري المدارس الثانوية في الغرب سنوياً بدعوة الطلاب الذين تخرجوا منها وأنهوا عامهم الجامعي الأول ليتحاوروا مع معلميهم ومع إدارة المدرسة حول جودة التعليم الذي قدمته لهم مدرستهم الثانوية، ومدى استفادتهم منه في دراستهم الجامعية.
الحقيقة التي لم يعد يختلف حولها باحثان هي أن مخرجات تعليمنا الثانوي تعاني من الضعف أو الهزال التعليمي الشديد، وأنا لا أقول هذا الحديث جزافاً بل أقوله انطلاقاً من كوني أستاذاً وباحثاً وتربوياً جامعياً. كل المؤشرات تدل على رداءة مخرجنا التعليمي، وليس آخرها فشل خريجينا في اختبار المعلمين الوطني، ووصول نسبة تسرب الطلاب في جامعاتنا إلى 35%، ناهيك عن حصول طلابنا على ترتيب دولي متأخر في أولمبياد العلوم والرياضيات.
إن السكوت عن هذا الضعف سيكون له حتماً عواقب وطنية وخيمة.