الجوازات.. وما شهدته من تطور خلال السنوات الماضية.. يحتاج منا إلى أكثر من وقفة .
نحن لا ننكر أن أمام الجوازات مسؤوليات كبيرة.. وأن عملها ضخم ومتشعب وحساس وخطير للغاية.
كما أننا أيضاً.. لا ننكر ما قام ويقوم به رجال الجوازات.. من ضباط وأفراد من جهود عظيمة في سبيل خدمة الوطن والذود عنه.. ودفع كل شر وضرر يستهدف الوطن.
غير أننا نطمع من الجوازات تطوراً أكثر.. لعلي أعطيكم بعض الأمثلة.
في الجوازات.. إذا تأخر تجديد الإقامة حتى لو كانت (عاملة منزلية) نصف ساعة.. طبقت الغرامة الكبرى ولا فرق بين أن يكون التأخير ربع ساعة أو (365) يوماً (سنة كاملة) الغرامة واحدة.. والغرامة هنا (500) ريال.
بينما كمثال آخر (المرور) إذا تأخر تجديد رخصتك.. فالغرامة فقط (100) ريال لاغير.. ولك ستون يوماً.. تراعي فيه ظروفك.. رغم خطورة وأهمية حمل رخصة سارية المفعول.
ولكن الجوازات.. العقوبة والغرامة مضاعفة خمس مرات.. وربما حملوك مخالفات كانت أصلاً على كفيل سابق يحسبونها عليك.. على أنك.. أنت الكفيل الجديد (تأخرت) في تجديد الإقامة ولا أدري.. كيف يعاقب شخصاً لم يعمل شيئاً.. والمفروض أن تكون المعالجة بشكل مختلف.. فإما أن تطبق غرامة التأخير أياً كانت على الكفيل السابق وتلحق بسجله كما هي المخالفات المرورية لأن (التطويف) التأخير.. حصل وهي تحت كفالته.. وإما أن تسقط نهائياً ولا يلتزم بها الكفيل الجديد.. فكيف يعاقب شخص لم يذنب؟!
ومن المعلوم.. أن (العاملات المنزليات) لدى عجائز وأرامل وكبار سن رجال ونساء.. وهم لايعرفون شيئاً عن الأنظمة.. وإذا ما أراد منح العاملة المنزلية تأشيرة خروج وعودة.. أو خروجاً نهائياً.. وجد قائمة أخرى من المخالفات والغرامات.. ووجد أنه ملزم (من ورا خشمه) بدفع ألف ريال حتى لو تأخر يوماً واحداً عن السفر.. بينما راتبه التقاعدي (هذا.. إن وجد) ألفا ريال.. وطبعاً (هذا.. مهوب مشغل الجوازات)!!.
وفي المرور.. من يسير برخصة سير منتهية.. يعاقب بغرامة مائة ريال فقط ويتم تجديد رخصته.. ولكن (الشغالة) إذا تجاوزت المد المحددة بعشر دقائق.. تقفز الغرامة إلى (500) وإلى ألف ريال.
فالجوازات في الجملة.. تحتاج إلى تطوير وتحديث وغربلة في أنظمتها (العتيدة).
نحن نتطلع.. إلى مراجعة ووقفة جادة من سعادة مدير عام الجوازات اللواء سالم البليهد.. وهو رجل أمن متمرس عايش الجوازات سنيناً.. وهو أحد أبرز الخبرات في هذا المجال.. ولديه القدرة على هذه النقلة.
نحن نتطلع منه.. أن يعيد تحديث هذا الجهاز ويغير في أنظمته وليس في (مدرائه).
اليوم.. نحن نعاني أشد المعاناة من المتخلفين وممن يعمل بدون إقامة مشروعة.
هناك الآلاف من العمالة السائبة والعمالة غير النظامية.. تسرح وتمرح في القرى والهجر والبراري.. بل وفي المدن الكبرى.. ومع ذلك هي تعمل في وضح النهار.. فمن المسؤول عن هذا التسيب والضياع؟!! (ولا وش بلانا هجدنا) في السنوات الأخيرة؟!!
وهل في المسألة (حقوق إنسان بعد)!!.
المسألة.. تحتاج إلى ضبط.. وإلى حملات جديدة.. ونحن نتذكر.. أنه في حملة سابقة تم معالجة وضع أكثر من مليون شخص كان متخلفاً في البلاد.. ويعيش بيننا بطريقة غير مشروعة.. وهذا بدون شك.. يشكل عبئاً كبيراً على الأمن.. بل وهو مصدر إزعاج كبير للأمن.
كلنا ثقة.. بسعادة مدير عام الجوازات.. على إحداث نقلات في هذا الجهاز المهم الكبير.