أشرت في مقالي السابق إلى مؤتمر «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» الذي نظمته الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة خلال الفترة من 12 ربيع الآخر - 28 مارس إلى 15 ربيع الآخر - 31 مارس، ووضحت ما قامت به الجامعة من تنظيم مميز للمؤتمر واستقبال حافل للمشاركين والحضور، وما قدمته من تسهيلات ساهمت في نجاح المؤتمر وإبراز صورة مشرقة للجامعة الإسلامية.
أما فيما يخص الجانب العلمي فقد توزع المؤتمر على اثنتي عشرة جلسة، إضافة إلى الافتتاح والجلسة الختامية، ووزعت البحوث في هذه الجلسات على المشاركين الذين كانوا من جنسيات عربية وإسلامية، وقدم الباحثون والمشاركون في هذا المؤتمر أوراقاً تصب في مجملها في توضيح الإرهاب ومخاطره وآثاره وطرق مكافحته وموقف الإسلام منه، فعلى سبيل المثال كانت من الأوراق المقدمة في الجلسة الثانية ورقة «أثر الإرهاب في اختلال الأوضاع الأمنية» لمعالي الدكتور محمد علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، وورقة الدكتور عبدالرزاق بن حبيب الحمامي عضو هيئة تدريس في الجامعة الإسلامية والتي جاءت بعنوان «الإرهاب الغربي بين التاريخ والواقع، قراءة في أطروحة غاوري».
وحفلت الجلسة الثالثة بموضوعات عن أهمية الحوار وأثره في معالجة الإرهاب، ومن الأوراق التي طرحت منها ورقة الدكتور ياسر بن أحمد الشمالي عضو هيئة تدريس بالجامعة الأردنية وحملت ورقته عنوان «ثقافة الحوار وأثرها في محاربة تطرف الفكر».
وناقشت الجلسة السادسة مخاطر الإرهاب، وازدواجية المعايير في المنظمات الدولية والتي ساهمت في بروز الإرهاب، ومن أوراق هذه الجلسة ورقة الدكتور عبدالستار بن إبراهيم الهيتي عراقي يعمل عضو هيئة تدريس في جامعة البحرين وحملت الورقة عنوان «مكافحة الإرهاب في ظل ازدواجية المعايير» وورقة الدكتور عبدالباقي عبدالكبير عضو هيئة تدريس بالجامعة الإسلامية بإسلام أباد والمعنونة بـ»ازدواجية المعايير في سلوكيات منظمة الأمم المتحدة كمنبع للتطرف يهدد السلام العالمي» وورقة الدكتورة رقية عواشريه (جزائرية) عضو هيئة تدريس بكلية الحقوق بجامعة باتنة بالجزائر والتي جاءت بعنوان «الحرب على الإرهاب بين إشكالية التكييف وازدواجية معايير التطبيق».
وخصصت الجلسة الحادية عشرة لمناقشة دور المؤسسات التعليمية (التعليم العام والجامعي) في الوقاية من التطرف والإرهاب وتحقيق الاعتدال في التفكير من خلال سبع أوراق عمل جاءت مميزة في عناوينها ومشاركيها.
أما الجلسة الثانية عشرة فقد كانت عن دور الأسرة ومسؤوليتها في حماية أفرادها من التطرف والإرهاب.
وانتهى المؤتمر إلى جملة من التوصيات والنتائج التي استخلصت من مجمل الأوراق وركزت على الأمور الأساسية، ومكافحة الإرهاب ودرء أخطاره من خلال مقترحات قيمة، وقد أشار معالي مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا إلى أن الجامعة ستسعى بكل قوة إلى تفعيل التوصيات وتحويلها إلى حقائق يتعامل معها، ومن ثم فإن ما ذهب إليه معالي المدير سيعين على الاستفادة من هذه التوصيات بشكل كبير يساعد على تخليص المجتمع العربي والإسلامي من مصائب الإرهاب وشروره الذي ليس له أي صلة بالدين بأي شكل من الأشكال، والتي لا يتفق أي إنسان له عقل مع ما يقوم به الإرهابيون الذين لا هدف لهم إلا إثارة القلاقل والفتن وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.ولعل لفتة معالي المدير بأن الجامعة ستتابع تفعيل هذه التوصيات يدفع إلى أن يتبنى مثل هذا التوجه في كل المؤتمرات والندوات حتى لا تصبح التوصيات مجرد حبر على ورق.
شكراً للجامعة الإسلامية على جهودها، وشكراً لقائدها معالي الدكتور محمد بن علي العقلا على أدواره الكبرى فيها والتي أدت إلى بروز الجامعة الإسلامية وتميزها وتفردها.