كتب - أحمد الغفيلي
- لاشك أن ما قامت به الجماهير الوصلاوية أمر مرفوض مهما كانت مسبباته ودوافعه حتى وإن صدقت رواية الوصلاوين بأن من أشعل شرارة أحداث زعبيل هو الطبيب النصراوي ايلي عواد.
- ولا لوم على النصراويين إن هم طالبوا وبإلحاح بضرورة معاقبة الوصل يشاركهم بذات التوجه جل عشاق أندية الوطن، ومن واجبهم السعي بكل وسيلة مشروعة لا تخرج عن إطار أدبيات المنافسة لاستغلال الموقف واستثمار الفرصة وإعادة الأمل باللقب الخليجي حتى وإن كان عن طريق قرار تتم صياغته داخل أروقة المكاتب بعد أن فقد بخسارة لقاء الإياب.
- إلا أن ما يحز بالنفس ما واكب غالبية التصريحات والمداخلات الفضائية من أطراف لا تملك الصفة الرسمية من تجاوزات لم تراعي قيمة الكلمة وتطاول على كيانات ونجوم ورموز وتشويه متعمد لكل من عبر عن رأي مخالف عبر مغالطات بدائية لا تضيف جديداً بقدر ما تؤجج الصراع وتغذي التعصب وتشوه جمالية المنافسة بين شعبين لا يمكن أن تؤثر أحداث عابرة مهما كان حجمها بزعزعة أواصر الحب المتبادل والمصير المشترك.
- مشهد مزعج ومسيء أصبح مألوفا على مدار الأيام الماضية دون أن يجد رادعاً يعي خطورة ترك الحبل على الغارب، ويستشعر الأثر السلبي لموجة هراء وتخريف تعدت أدبيات المنافسة.
- هشاشة فكر أصحابه هم الأكثر تواجدا ولهم الحضوة وتمنح لهم المساحة الأكبر بحثاً عن إثارة سمجة تروج لعبارات متشنجهة تنتهج الإقصاء والتهميش وتحيل المنافسة لمساحة متأججة بالأحداث والصراعات لات خاطب العقل ولا تحترمه.
- جعجعة وتطاول للتسلق ومعانقة الشهرة بحجة الغيرة على حقوق النصر وسخرية وشتم بمفردات موغلة بالجهل والتخلف تهدم ولا تبني وتفرق بدلاً من أن تجمع.
- تعمد لجرح كبرياء نجوم ورموز قدموا للكرة الخليجية عصارة جهدهم لمجرد الاختلاف معهم بالميول والتوجهات والأراء وكأننا نعيش وسط غابة صراع وليس سباقاً، التفوق فيه متاح للجميع وحق مشروع للأفضل والأجدر ومن له حق فالمجال مفتوح أمامه للاعتراض عبر قنوات رسمية.
- صراخ ممل وتجاوزات تجاه أطراف آثروا الصمت ونأوا بأنفسهم عن الانزلاق بمنحدر المعاملة بالمثل برقي لا مثيل له مغزاه الالتزام بمشروعية الجدل داخل إطار حوار لا يلغي القناعة بمبدأ أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية، وهادف بحيث يراعي المصلحة العامة ونموذجي متسلح بلغة الواثق.
- المتابع الرياضي يستوعب قيمة الكلمة أصبح أكثر وعي من الصعب الاستخفاف والتلاعب بقناعاته حتى لو علت الأصوات، وجماهير المدرج السعودي على وجه التحديد تقف مع النصر قلبا وقالبا وتتمنى إنصافه ومنحه حق التأهل للنهائي أو على أقل تقدير إقرار مواجهة فاصلة بأرض محايدة وبنفس الوقت ترفض الغث وتترقب تجليات رائعة وفهماً أروع لطبيعة المنافسة، وتواقة لعقلانية منطق وحوارات هادئة وعبارات مشرق صادقة تحقق الهدف وتبلغ الرسالة دون الحاجة للدخول بصراعات.
- أن يتحدث ميرزا أحمد الأمين العام المساعد للجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم بألم وحسرة بأنه تلقى تهديدات خطيرة من قبل جماهير نادي النصر عبر رسائل نصية على هاتفه النقال أجبر بعدها على غلق هاتفه خلال الأيام الماضية ومكالمات وجهت له إساءات وشتائم عديدة تجاوزت كل الخطوط الحمراء تضمنت تهديدات صريحة بحرقه هو مع عائلته في حال عدم صدور قرار يقضي بإعادة المباراة، وشتائم وإساءات غير مقبولة.
- وأن يساء لفيصل أبو اثنين والدكتور مدني رحيمي وعلى الهواء مباشرة بمداخلات متشنجة لا لشيء سوى أنهما غلّبا صوت العقل على العاطفة وتحدثا بمنطق الغيور على وحدة منظومة الخليج والحريص على قطع دابر الخلاف قبل أن يتطور ليجردا من وطنيتهما ويكال لهما سيل من الشتائم والعبارات الوقحة وكأنهما قد ارتكبا جرماً لا يغتفر.
- وأن يصل الأمر للنيل من نجوم مثل حمود سلطان وعبدالعزيز العنبري وتوجيه رسائل بذيئة لا تعبر عن أخلاقيات المواطن السعودي ولا تعكس سعة إداركه ورقي تعامله.
- وأن تتناوب أصوات إعلامية وأخرى شرفية أدمنت الظهور الإعلامي لمجرد الترزز على مهمة التصدي لأي رأي مخالف بأساليب يرفضها العقل ويمقتها المنطق حتى أصبحنا على مدار أسبوع كامل أشبه بأضحوكة لمتابعي البرامج الرياضية من المحيط للخليج.
- فالضرورة تحتم بروز صوت نصراوي رسمي يحد من ظاهرة الصراخ الفضائي والتجاوز اللفظي والذي لن يخدم قضية النصر بقدر ما يزيد مساحة الاختلاف ويخلق مواقف سلبية تجاه الأصفر ويضعف موقفه ويهدر الأثر الإيجابي المتوقع للنهج الإداري الراقي للأمير فيصل بن تركي الذي تحدث بعقلانية وبهدوء وبثقة على الرغم مما تعرض له من ضغوط.
- أخيراً رغم يقيني بأن من أقدم على هذا التصرف لا يمثل واقع جماهير الشمس ولا يتشرف المدرج الأصفر بتواجدهمأ إلا أنه بكل الأحوال يبقى سلوكاً ونهجاً خطيراً قدر الأصفر أن يكون بين جنباته نماذج إعلامية وجماهيرية وشرفية ما زالت تتعامل مع الخلاف بمنطق إن لم تكن معي فأنت ضدي، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.