إعداد:عبد الله المالكي
عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر..
(الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم.
ظاهرة نزول رؤوساء مجالس إدارات الأندية.. مع اللاعبين.. وجلوسهم مع المدرب واللاعبين الاحتياطيين. لا أدري كيف بدأت.. ولا أدري كيف أصبحت تقليدا في ملاعبنا.
في كل مباراة ينزل الفريق إلى أرض الملعب بينما تتجه مجموعة لا يستهان بها من المسؤولين.. وغير المسؤولين في النادي.. ناحية الموضع المحدد للاعبين الاحتياطيين.. على أي أساس يتم هذا؟.. لا ندري!
من شرع هذه الظاهرة؟
.. لا ندري!
ولو تساءلنا عن سبب نزولهم مع الفريق.. وجلوسهم بجانب المدرب والاحتياطيين.. لأجملنا الأسباب كالآتي..
أولاً: بعضهم ينزل مع الفريق ليستعرض أمام الجمهور الرياضي ليثبت أنه في مركز المسؤولية.. وأنه الأساس في النادي.. بل قد يكون هو النادي.
هذه الفئة قليلة.. ولكنها موجودة..
ثانياً: بعضهم يعتقدون أنهم بذلك العمل يضيفون روحاً على حماس اللاعبين.. بوقوفهم بجانبهم ولا يعلمون أن المظاهر وحدها لا تخدم.. ولا تضيف للروح شيئاً.. ولو ضئيلاً.. بإمكان رئيس النايد أن يبق بين اللاعبين في المعسكر.. وخلال التمرين.. ولكن في الملعب.. هذا شيء لا نهضمه..
ثالثاً: وبعضهم يعتقد أن وجوده بجانب اللاعبين سيجعله قريباً من الحكام.. ولاعبي الفريق الخصم.. وهذا سيؤدي في النهاية - كما أعتقد - إلى التأثير العكسي على أعصاب الحكم واللاعبين..
رابعاً: يعتقد بعضهم أن قربهم من اللاعبين سيجعلهم يقدرون المسؤولية أكثر. بل إن وجودها يزود الرعب في قلوب اللاعبين.. معا يدعوهم إلى مضاعفة الجهد.
وتلك الأسباب.. وغيرها غير مقنعة - في نظرنا - لنزول جميع رؤوساء الأندية مع اللاعبين وجلوسهم بجانب صف الاحتياطي ومقابل تلك الأسباب.. لنا أسبابنا التي تجعلنا نطالب بإبعادهم عن النزول داخل الملعب خلال المباريات للأسباب التالية ندعوهم إلى الجلوس في المنصة الرئيسية أو الدرجة الأولى أو الثانية.
أولا: أن وجود رؤوساء الأندية جانب صف الاحتياطي يخلق تأثيراً نفسياً سيئاً على الحكام الذين سيقومون بتحكيم تلك المباريات.. إما سلبياً أو إيجاباً.
فحكامنا بشر.. وللنفس البشرية تصرفاتها.. فقد يكون الحكم صديقًا لأحد رؤوساء الأندية فيدعوه تأثير الصداقة.. وليس واجبها إلى مجاملة ذلك الرئيس، وقد يكون العكس..
ثانيا: قد يفقد أحد رؤوساء الأندية أعصابه بعد إحدى المباريات.. ويحاول (تفريغ) جميع الغضب المكبوت في صدره بالإساءة إلى حكم المباراة.. أو لاعب آخر من الفرق المضاد.
ثالثا: وجود رئيس النادي وبعض معاونيه.. له تأثير سيء على مدرب الفريق.. واللاعبين من صف الاحتياطي.. فكم رئيس ناد يتصور نفسه أكثر فهما وأطول باعا في مجال كرة القدم من المدربين أنفسهم.. فيطلبون إخراج اللاعب الفلاني وإبداله باللاعب العلاني.. وهكذا..
رابعا: أن وجود رئيس النادي ومساعديه.. سيؤدي إلى مضايقة لاعبي الاحتياطي.. حيث سيحتلون مكانا هم في حاجة إليه فكم مرة نرى (المساكين) يفترشون الأرض.. بعد (احتلال) مواقهم من رؤوساء الأندية والمرافقين.
للأسباب الآنفة الذكر نطالب رؤوساء الأندية أن يجربوا ولو مرة واحدة - الجلوس في المدرجات أثناء أداء أنديتهم للمباريات.. نرجو أن يأخذوا القدوة من المسؤولين عن المنتخب وأقصد رؤساء المنتخب صاحب السمو الملكي الأمراء فيصل بن فهد بن عبدالعزيز وفهد بن سلطان بن عبدالعزيز.. والله من وراء القصد...
الجزيرة 5 ذو القعدة 1398هـ