وادي الدواسر - خاص بـ(الجزيرة):
بلغ عدد الدارسين والدارسات في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة وادي الدواسر أكثر من (2000) دارس ودارسة. وبينما تقوم الجمعية بتنفيذ رسالتها القرآنية فهي ماضية قُدماً في تحقيق أهداف وتطلعات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؛ حيث قامت الجمعية بإعداد رسائل موجهة إلى أبناء المحافظة على جميع الفئات العمرية الذين هم بحاجة ماسة إلى تحقيق أهدافهم وغاياتهم وتطلعاتهم في كل ما يعزز ويخدم كتاب الله سبحانه وتعالى؛ فالرسالات الموجهة لهم مباشرة أو غير مباشرة، وذلك عبر وسائل التقنيات الحديثة المتطورة.
وأفاد رئيس الجمعية بوادي الدواسر الشيخ ضاحي بن علي آل عثمان بأن من أبرز الوسائل التي انتهجتها الجمعية في تحقيق هذه الرسالة المباركة ما خُطّط له وما وضع من استراتيجيات تحقق الأهداف التي تعبر عن نجاح الجمعية في أداء رسالتها من برامج وأنشطة تنمي قدرات ومهارات أبنائنا الطلاب والطالبات في مواصلة الالتحاق بالجمعية في جميع مناشطها التربوية الهادفة. مبيناً أن هذا الأمر لهو الرسالة الحقيقية التي نعتز بمواصلتها وتطويرها على أحسن وجه بجميع القدرات والإمكانيات المادية والمعنوية.
وأضاف آل عثمان أن الجمعية أسهمت من خلال رسالتها القرآنية في ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال في نفوس الطلاب والطالبات على مدار السنوات الماضية؛ ما كان له الأثر الأكبر في التأكيد على هذا المنهج القيم وفي كشف أصحاب الأفكار الغالية وتعريتهم؛ وبالتالي حماية النشء والشباب من الغلو والتطرف وصيانتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية والعقدية، وهذه الأمور لا تقوم ولا تؤدى من جهة واحدة، بل من جهات توعوية وإرشادية وتوجيهية وتربوية وتعليمية واجتماعية وأسرية عدة، والأمر الآخر يترتب على تصحيح مفاهيم ومدارك عقول أبنائنا في تطلعاتهم وأهدافهم وغاياتهم المستقبلية والتعليمية من منهج العقيدة الصحيحة والسليمة والخالية من المعتقد الفكري الضال والهادم لأفكارهم، والجمعية بدورها الكبير والفعّال تقوم بإسهامات كبيرة بكل ما تمتلكه من مقومات منهجية وسطية لتصحيح أي انحراف فكري أو سلوكي أو عقدي.
وأكد رئيس جمعية وادي الدواسر أنه لتطوير جمعيات التحفيظ بالمملكة للوصول بالرسالة القرآنية إلى أعلى درجاتها على مختلف الصُعد يترتب وضع الخطط المستقبلية في إنجاح الرسالة القرآنية حتى تصل إلى أبعد مدى على نطاق واسع حتى يتحقق الهدف المرجو، وذلك من خلال تأدية وتفعيل هذه الرسالة القرآنية عبر الوسائل المقروءة والمرئية والمسموعة. ولعل هذه التقنيات الحديثة المتطورة تقوم بتلك الرسالات تجاه كتاب الله على نطاق شمولي واسع بجميع أطيافه المذهبية.
ونوه الشيخ آل عثمان بالدور الكبير والفعّال الذي يقوم به ويؤديه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، من دور مهم يتمثل في طباعة المصحف الشريف بلغات عدة من أجل أن يدرك الإنسان المسلم أن القرآن الكريم منزَّل من الله - سبحانه وتعالى -، ومصداق ذلك قول الله - جل وعلا -: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
ورأى فضيلته أنه لمعالجة النقص وقلة الموارد المالية في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، الذي أعاق برامجها، يلزم البحث عن مصادر تمويل جديدة عن طريق تفعيل دور الأوامر المستمرة للاستقطاعات الشهرية، ومخاطبة الداعمين الفعليين وزيارتهم ودعوتهم لدعم الجمعيات، وتفعيل دور لجان العلاقات العامة والإعلام لحث التجار وأهل الخير على دعم الجمعيات الخيرية، واغتنام الأوقات مثل شهر رمضان المبارك ودعوة الموسرين لدعم ومساندة الجمعيات بأموالهم وصدقاتهم، واستدلال أهل الخير على أوقاف جديدة يدر عائدها واستثماراتها على الجمعيات حتى تحقق الأهداف المنشودة.
وطالب رئيس جمعية تحفيظ وادي الدواسر بوضع الآليات اللازمة لتوطين وسائل تقنيات العصر في خدمة القرآن الكريم بتدريب وتثقيف الناشئة والشباب على حُسن استخدام هذه التقنيات، وذلك عن طريق إلحاقهم بدورات وبرامج تنشيطية تنمي قدراتهم وميولهم نحو هذه التقنيات الحديثة مع تزويدهم بأحدث ما توصل إليه علم التكنولوجيا في علوم الكمبيوتر الذي أصبح آفاقه واسعا على المستوى العالمي.
أما بالنسبة إلى الكفاءات البشرية المؤهلة لتدريب الطلاب للاستفادة منها فأكد فضيلته ضرورة قيام الجمعيات بإلحاق هؤلاء الشباب والناشئة بالدورات والبرامج التي تفيد بالدرجة الأولى هؤلاء الفئة؛ وذلك من أجل تطوير وتحسين مستواهم المهاري في كيفية التعامل مع هذه التقنيات، ودعوة المدربين الأكفاء ذوي القدرات العالية في التدريب في هذا المجال.
وحصر الشيخ آل عثمان الصعوبات التي تواجه الجمعيات في تنفيذ خططها ومشروعاتها التطويرية في نقص ودعم الموارد المالية المساندة، والمساعدة في دفع هذه المشروعات التي تعتبر من الركائز الأساسية في تطوير وتحسين ورفع مستوى الأداء بالجمعيات، وقلة الكوادر البشرية الملتحقة بالجمعيات سواء المتطوعون أو الأعضاء الرسميون لعدم معرفتهم بالأدوار المنوطة تجاه ما تقوم به تلك الجمعيات وما تقدمه للمجتمع، وكذلك قلة المكافآت المالية للعاملين والموظفين شهريا، التي لا تفي بمتطلبات العامل والموظف الذي حدد له وقت الدوام والعمل بالجمعية.
وفي السياق ذاته شدد رئيس جمعية وادي الدواسر على ضرورة قيام الجمعيات القرآنية بدراسة وضع العاملين والموظفين من جميع النواحي التحفيزية والتشجيعية، وذلك برفع المكافآت المالية على حسب مؤهلاتهم التعليمية وخبراتهم المعرفية والتدريبية. أما بالنسبة للطلاب والطالبات فعلى الجمعيات وضع خطة في عملية تطوير رفع مستواهم مع تشجيعهم وتحفيزهم عن طريق المكافآت المالية والعينية، ودعمهم وإلحاقهم بالبرامج والدورات التدريبية التي على ضوئها يتم التواصل معهم وعدم انقطاعهم عن الجمعيات؛ حيث يكون دور الجمعيات مع هؤلاء الفئات مدعماً بتهيئة كل ما يخدمهم ويشجعهم على المواصلة والاستمرار فيما تقدمه الجمعيات للمجتمع بكل فئاته.