عنيزة - عطا الله الجروان
تمكن المواطن سليمان النقيدان من تصميم آلة لخلط السماد العضوي، وذلك من أجزاء سليمة لآليات. وقد التقت (الجزيرة) المهني سليمان النقيدان في ورشته شرق عنيزة، وتحدث عن منجزه الذي أمضى ستة أشهر لإتمامه، إذ قال: إنه مع تنامي الطلب على استخدام السماد العضوي (الكمبوست) في الزراعة، كان يلزم إنتاج آليات ومعدات لخلط مواده المكونة من الحشائش والأعشاب ومخلفات المزارع (فقمت بزيارة لمركز الأبحاث الزراعية، وشاهدت فيلما عن السماد العضوي والآليات المستخدمة في خلطه، وكان من بينها آلة ضخمة كبيرة منتجة في ألمانيا يبلغ سعرها ستمائة ألف ريال.
وأضاف: درست خصائص الآلة وطريقة عملها والأدوات المستخدمة في تشغيلها، فقررت أن أنتج آلة مشابهة لها، وبما أنني أمتلك آليات ومعدات ثقيلة متعطلة وبها أجزاء وأجهزة سليمة، فقد قررت أن أعمل على تنفيذ التصميم مع إدخال تحسينات، أهمها تصميم مقصورة قيادة مغلقة ومكيفة لأن مواد السماد العضوي ينتج عنها غبار كثيف وهذا يتطلب حماية لمشغل الآلة..
وبعد عمل ستة أشهر متواصلة، يضيف النقيدان: نجحت في تصميم الآلة وأجريت عليها عدة اختبارات، وكانت جميعها إيجابية مع وجود بعض الملاحظات تم تلافيها، وكانت المفاجأة السارة أن مالك مشروع زراعي سمع عن الآلة وزارني في الورشة، وطلب أن يشتري الآلة لحاجته لخدماتها، وبعد مداولات بعتها بمائة ألف ريال فقط، وهي الآن تعمل في المشروع بشكل جيد.
ولم يكتف المهني سليمان النقيدان بذلك بل أنتج آلة خلط السماد العضوي، ولكنها أصغر من الأولى، تعمل بمساندة الحراثات، وقد طلبها مركز الأبحاث الزراعية بعنيزة، وهي الآن تعمل منذ عدة أشهر، وقد استفاد منها المركز في نشاطاته الزراعية.
وعن نفسه يقول النقيدان الذي تجاوز عمره خمسة والخمسين عاما: بدأت العمل المهني منذ أن بلغ عمري ثلاثة عشر عاما، حيث عملت مع إحدى المؤسسات الوطنية المتعاونة مع شركة أرامكو السعودية، وأمضيت فيها ثلاث سنوات، ثم عدت إلى عنيزة ومارست العمل المهني في حفر الآبار الارتوازية لأكثر من ثلاثين عاما، تعلمت فيها الكثير من المهن خاصة ميكانيكا الآليات والمعدات الثقيلة، وخضت تجارب متعددة لإعادة تصميم آليات ومعدات ومحاكاة صناعتها في الدول المتقدمة، ولكن ينقصنا دعم المؤسسات الحكومية والخاصة ورعاية المخترعين واحتضانهم، لأنهم من أهم أسباب نهوض الصناعة في بلادنا، وبحمد الله فقد رزقنا الله بخادم الحرمين الشريفين الذي رعى الموهوبين، وأنشأ مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة، واهتم -حفظه الله- بدعم العقول السعودية القادرة على الاختراع والابتكار.