تلعب المنظمات غير الربحية أدواراً أساسية، على المستويين المحلي والدولي في تشجيع التطوع وتقديم الصدقات والمساعدات وإثارة الوعي بالقضايا الجديرة بالاهتمام وضمان تخصيص الموارد اللازمة لخدمة المحتاجين.
وتدعم المنظمات غير الربحية الفعالة والنشطة تشكيلة واسعة من البرامج في شتى أنحاء العالم من أجل تشجيع التنمية الاقتصادية وحماية حقوق الإنسان وتحسين الأوضاع الصحية، ولكن قيامها بهذا الدور المأمول يتطلب إدارة ناجحة وفعالة.
ونجاح الإدارة في أي منظمة غير ربحية رهن بتوفر مهارات القيادة لدى أعضائها، وتكامل خلفياتهم وخبراتهم، وقدرة الأعضاء على استشراف المستقبل وحسن التوقع ووجود تصورات لديهم ممكنة التطبيق، حول تحسين أداء وأعمال المنظمة.
وهذا النجاح يحكمه وجود رؤية موحدة وتصور واضح ومشترك لأهداف المنظمة، والتزام من كافة الأعضاء تجاه تلك الأهداف، كما يسهم في سير العمل قدما، وجود قنوات اتصال وعلاقات عامة قوية بين الإدارة والجمهور المستهدف شريطة أن تتعامل الإدارة بانفتاح مع أي مشكلة تعترض عمل المنظمة، وتعمل وفق برنامج عمل محدد المهام والتوقيتات،أهمية ما سبق تنبع من أن رأس مال المنظمة غير الربحية هو ثقة المجتمع بكافة فئاته في مجلسها ولجانها، ومن هنا تعتبر من أبرز مسؤوليات مجلس الإدارة دعم الجهاز الذي يتولى تنفيذ مشاريع وبرامج المنظمة، وتوجيه دفة المنظمة إلى الطريق الذي ينبغي أن تسير عليه وإليه، وتتمحور وظيفة الهيئة الإدارية في التخطي والتنظيم والتوجيه والتنسيق والرقابة، والتقييم لأهميتها. ولعل أهم وظيفة من وظائف الإدارة في المؤسسة الخيرية هي التوجيه ويتلخص ذلك في الكيفية أو الأسلوب الإداري الذي يتم من خلاله تحفيز كافة العاملين للعمل بأقصى طاقاتهم وفق الخطط المحددة في إطار مناخ من الثقة وإشباع الاحتياجات.
ولا شك أن الإدارة الناجحة للمنظمات غير الربحية تتطلب حسن التخطيط، وهو العملية التي يتم فيها تحديد الوضع الحالي للمنظمة والإنجازات التي تنوي تحقيقها والوسائل والآليات التي ستستخدمها للوصول إلى تلك الإنجازات. ويعتبر التخطيط من المؤشرات الهامة التي تساعد المنظمات على النجاح، والفرص المتاحة والمخاطر التي تعترض عملها، إضافة إلى أن التخطيط طويل المدى يوفر الاستقرار والاستمرارية في الإدارات المتعاقبة على المنظمة. كما يسهم في نجاح المنظمة الاهتمام بتقييم خدماتها وبرامجها، والتوصل إلى مقترحات جماعية وواضحة تتعلق بتقوية هذه البرامج والخدمات، واقتراح خدمات وبرامج جديدة من خلال التفكير الابتكاري والإبداعي، على أن تتناسب هذه البرامج والخدمات مع رسالتها وأهدافها وتفتح المجال أمام توسيع عدد المستفيدين من وجودها وخدماتها وتستجيب للاحتياجات الاجتماعية، وتكمن أهمية هذه المهمة في أن كل ما تقدمه المنظمات غير الربحية من خدمات وبرامج هو مؤشر لمدى نجاحها في تلبية احتياجات أعضائها والفئات المستفيدة من وجودها. وهذه الجزئية بالتحديد والنجاح في تحقيقها تساعد المنظمة على الملائمة بين إمكاناتها البشرية والمالية وبين حجم النشاطات التي تقدمها ومن ثم تحقيق التوازن بينها بما يكفل عدم إرهاق المنظمة بمسؤوليات والتزامات تفوق قدراتها، كما تساعدها على ترتيب أولوياتها في الخدمات والبرامج من خلال التعرف على رأي الأعضاء والفئات المستفيدة بشأن مستوى تلك الخدمات والبرامج، وهو ما يساعد في النهاية على تحسين مستوى الخدمات والبرامج المقدمة وتقويتها.
وفي النهاية من المهم الإشارة إلى المعوقات التي تعترض طريق نجاح المنظمات غير الربحية وعلى رأسها ضعف المعرفة بأساليب إدارة المنظمات غير الربحية، وعدم وضوح توجهات وسياسات المنظمة لدى كافة الأعضاء بشكل دقيق ومكتوب، والاعتماد على أفكار خارجة عن اهتمامات وأهداف المنظمة، وعدم اطلاع الموظفين وأعضاء الهيئة العامة على المستجدات والتطورات الخاصة بأعمال المنظمة.