خلال إقامة معرض آرت دبي كان هناك تحرك نشط لقاعات العرض المتنوعة الجنسيات والتخصصات والاهتمامات الفنية التي أخذت من إمارة دبي موقعا ومقرا لها البعض منها رئيس والبعض فروع لقاعات عالمية وعربية، وأخذت كل منها في إثراء واستثمار فترة إقامة هذا المعرض الدولي لوضع برنامجها في متناول أيدي الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم وكان للفن التشكيلي السعودي حضور مشرف مهما اختلف بين مساهمة وأخرى مستوى العرض وموقع المعرض إلا أنها بمجملها تشكل رسالة جميلة للآخرين بأن لدينا ما يمكن تقديمه والتعريف به عبر خطوات منها الشخصي ومنها الرسمي فهناك معرضان أقيما خارج مساحة معرض دبي الأول للفنان زمان جاسم بتجربته الغنية والمتميزة وذلك في قاعة الكورتيارد غاليري دبي أحد القاعات الكبيرة والهامة في المنطقة الصناعية بجوار عدد من الجليرهات ذات التوجه والشهرة من بينها جليري الأيام، المعرض كان تحت عنوان خامس المواسم تلقينا الكثير من الآراء من الفنانين الذين شاركوا في آرت دبي وقاموا بزيارات لقاعات العرض الإعلاميين زملاء المهمة المشتركة التي كان للجزيرة موقع قدم مشرف فيها وكان معرض زمان من المعارض التي لاقت الاستحسان والإعجاب، كما أقيم معرض سعودي ثلاثي لكل من الفنان أحمد حسين والفنانة نجلاء السليم والفنان نهار مرزوق تحت مسمى ( فضاء ) في مدينة دبي قدم كل منهم نماذج من أعماله تتناسب مع مساحة المكان إذ لم تتجاوز أعمال كل منهم عن الستة , وذلك في إحدى القاعات التابعة لجاليري (ART CONNETION GALLERY) الواقعة في منطقة البستكية وهي منطقة ثقافية تم اختيار منازلها القديمة المتسمة بالنمط المعماري الشعبي القديم لتكون منطقة تجمع مختلف الفنون والحرف .
مشاركات جريئة
أما المشاركة الفعلية والمباشرة والجريئة في معرض آرت دبي فهي لجليري اثر من جدة والذي تم بيع جميع الأعمال المعروضة به لنخبة من التشكيليين الشباب، بجانب مشاركة دعائية لمجموعة حافة الصحراء التي تتشكل من مجموعة من التشكيليين والذي قدمت فيه كتيبات ونشرات وعرضت بعض البوسترات لأعمال 17 فنانا وفنانة سعودية انطلقت بفكرة من ستيفن ستابلتون المنسق الرئيس للمعرض أن الفكرة واتته بعد دعوة وجه له من الفنان أحمد ماطر لزيارته في قرية المفتاح للفنون في أبها. ويضيف «في قرية المفتاح بدأت قصة معرض «حافة الصحراء».
على مدى خمس سنوات بالتعاون مع فريق من الفنانين منهم د. أحمد ماطر و الفنانة لولوة الحمود وبمشاركة فينيشيا بورتر من المتحف البريطاني.
نخلة عبد القادر ونساء نجاة
من الجوانب الملفتة للنظر بقاء العديد من القاعات وإصرارها على الاحتفاظ بهويتها وخصوصية إبداع أبناء الوطن المنتمية إليه ومنها ما شاهدناه في إحدى القاعات الإماراتية المشاركة في آرت دبي من عرض إبداعات فنانين من الإمارات منهم الفنان عبد القادر الريس الذي تشاركه النخلة في كل محفل ونجاة مكي التي لا تزال تجد في المرأة مصدر إلهام وسبل تعبير بأي شكل وأسلوب يبقيها في ذاكرة المتلقي وينقلها معه أينما كان. إضافة إلى أسماء آخرى منهم عبد الرحيم سالم وغيرهم.
نختم بالقول إن هذا التحرك مهما اختلفت فيه المستويات وتنوعت وتباينت إلا أنه أمر إيجابي يجب أن يستمر عليه التشكيليون السعوديون للخروج من دائرة انتظار الدعم الرسمي الذي يتم بناء على خطط وبرامج لا يمكن للفنانين انتظاره بل إلى التفاعل والتحرك بشكل أكثر قربا للعالم، هذه المعارض التي تعد تجربة جديدة للفنانين خارج الوطن وفي محيط يعج بالإبداعات والتجارب الحديثة والناضجة سيكشف لهم ما يمكن تلافيه وتجاوزه من مراحل التجريب المحدودة التي تقارن بمحيطهم.