(يارب.. اكفني شرِّ حنيني إليه كُل حين)
أكتبُ إليكم هذه الكلمات بألمِ
الصمتِ الذي أدوِّن لكم به
عدد تجاربي الفاشلة
ومُحاولاتي الكثيرة.. جداً
للعثورِ على من يستحق
دُونَ جَدوى..
اليوم..
أعلن لكم الحداد
واعتراااافي بفشلي الباهِر أمامكم
بأن كُل من منحتهُم الثقة
كُلُّهم.. لا يستحقون...
اليوم..
أنصبُ في زاويةٍ من زوايا قلبي
خيمةً.. أتقبُّل فيها العَزاء
أنتظرُ مجيئكم
مجيء بعضكم ممن فقط يُشبهني
شفافاً.. مثلي
صادقاً في نواياه
نقياً في مشاعره
مُخلصاً في تضحيته
كريماً في حُبه
نَعم.. حُبه الأبدي
الذي ظنَّ أنه مسكُ الخِتااام
حُبه.. الذي لم يتصَّور أنه سيكون
عاراً على جبينِ أيامه
حُبه.. الذي كسر قلبه
خذل ثقته
شوِّه كل المعالم الجميلة بداخله!!
مُصيبةُ بعضنا الكبرى
أننا حين نقعُ في الحُب
نحبُّ بكامل قوانا القلبية
فنتصُّور - ببراءة.. وسذاجة -
أن هذا الحبيب
لا يُشبه أحداً
ولا يُشبههُ أحد..
مُختلف عن جميعِ الناس
فنبدأ في الابتعاد
عن كُل الناسْ
مُحيط عالمنا لا يوجد به غيره
بقعة أرضنا.. لا تضمُ سواه
فتُحبه أكثر وأكثر
وتتعلق به أكثر وأكثر وأكثر
تعيشُ في الأحلام
تطير فوق أجنحتها إلى فضاءٍ
لا يستوعب فرحة قلبك
وسعادة أيامك
دونَ أن تخشى غدا
أو بعد.. غدْ
فهذا الرجل..غير..!!
لتكتشف - كعادتها - بعد الحكاية
الجادة..والصادقة
إنه لا يُوجد في الدُنيا رجلٌ..غير
أو امرأةٌ.. غير
لا يُوجد في الكونِ شخصٌ مُختلف
أو مُميز عن الغير
يستحق أو تستحق
أن تُقنع قلبك بأنه لن يُؤذيك
يُسيء إلى طُهرِ مشاعرك..
إيااااكُم
ثمَّ إيااااكُم
ثمَّ إيااااكُم
أن تُصدقوا الوعود
فالقلةِ النادرة فقط..هي التي تفي بالوعود..
تمَّهلوا..لا تتعجَّلوا
لا تُلقوا بشبابِ قلوبكم
إلى التهلُكة
فتتوقف من حولكم الحياة
يموت الناس
ويحفرُ الزمن الحكاية
على تفاصيل وجهك..!!
أسألكُم بالله..
من منكم ثرثر مع قلبه ذات يوم
وحدثَّه بأن غيابهم لن يكون
وأن فكرة رحيلهم
نبأ كاذب
أو إشاعة مُغرضة..لن تحدث ؟!
من منكم لم ينصدم قلبه
فيمنَ كان آخر فُرصهُ في الحياة
ليحيا..دونَ غدر..دونَ كذبٍ
أو خيانة؟!
من منكم.. لم يخذله أحد
كان في في عينيه يوما
ليس كمثله..أحد ؟!
من منكم ختمَ الحُزنُ على قلبه
وفرضَ عليه نهايةً مؤلمة
بحجمِ كُرةِ الثلج
التي تكبُر وتكبرُ وتكبرُ
كلما سقطت من القمة.. أعماق القاع ؟!
هل جربتُم المَوت؟!
تذوقتم طعمَ الجَرح
شَممتُم رائحة الخيانة..؟!
هل تعرفونَ ما الخُذلان ؟
ارفعوا أيديكم
ابدأوا العَد..
من منكم لم يخذِل.. أو يُخذل ؟!
خذلتني
وأنا التي تركت الدنيا من أجلك
فلم أعد أرى سواك
حتى في منامي
لا يأتيني سوى طيفك
كزائرٍ حبيبٍ
عائد من السفر
اشتقتُ إليه..بعدَ طول غياب !!
..
خذلتني
فبتُ الآن أكرهك
أكرهك كثيرررررا
أكرهك كُرهاً..كبيراً
بحجمِ علامات الاستفهام التي أتعبت قلبي
لا تستغربوا
فمن يُحبُ بمُنتهى القوة
يكون جُرحه بمقدار حبه
وكرهه بمقدار المقدار كله..
خذلتني
فارحل عني
ها أنذا أمهد لكَ طريق الرحيل
الملغَّم بالورودِ
المُعطرَّة برائحةِ الألمْ
لملمْ بقاياك مني.. وارحل
لا تترك لي منك شيئاً
خُذ شماغك..عطرك..قلادتك
خُذ قميصك الذي لم يُذهب عني البأس
خُذ صُورتك..كُل صُورَك..وارحلْ
خُذ علبة سجائرك
هداياااااك
رسائلك
تعااال خُذ مُذكراااتي
رسائلي إليك
خذ أحلامي بك
خُذ سجادة صلاتي
خُذ دُعائي إليك بظهر الغيب
خُذ حقائب أحزاني
وارحل عني..
جرِّب أن تعيش في قلبٍ غير قلبي
جرِّب أن تكون لكَ أنثى غيرى
جرِّب..
جرِّب أن تًراقص غيري تحتَ المطر
جرِّب أن تُحبك غيري
بمثلِ ما أحببتُك به
هل ستقومُ الليل والناس نيام
وترفع يدها إلى السماء
وتنادي..يارب خُذ من عمري.. له ؟
هل ستستقبلك بفرحٍ
وتودعكَّ بدُعاءٍ..يحفظك من كُل شر..؟!
هل ستتقيِ الله في حُضورك
ستحفظك في غيابك؟
هل ستقتات الشوكَ من دربك
وتصنع من أضلاعِ قلبها..سُلمَك للنجاحْ ؟!
هل..وهل..وهل ؟!
خذلتني يا سيدي
فارتكبت جريمة عُظمى بحقِ طفولتي وعمُري
الذي تطاولت على أيامهِ
فأصبح كالرميم
خذلتني
فدفنتُك في قلبي
وجلستُ إلى جوار قبرك
برغم كُل ما فعلت بي.. أبكيك
لأني أحبك
وو حدهُن.. الصادقات في الحُب
يُدركنَ هذا التناقض الغريب فيما أقولْ..
وحدهُن الطاهرات على يقينٍ تامْ
بأن الإساءةِ إلى قلبٍ لمْ ترَ منه إلا كُل خير
جريمة
لن يُسامحك عليها الكون كُله
!!
تخذلني
ولا شيء لدي أبرر لكَ به هذه النهاية
و لا شيء سيغفر لك يا سيدي
لا أنا.. ولا قلبي..
ولا الذي خلق السماوات و الأرض
يرضى بمثلِ هذا الظُلم
للمُحصنات العفيفات
لا شيء
إليه حيثماااا كاااان
أوصيتُ
بأن يُكفَّن قلبي في فُستاني الأبيض
و يزفونه إليك.. في زُجاجةٍ صغيرة
لتكتشف بنفسك
أنكَ حين تخذل إنساناً يُحبك
فأنت تقتله
!!