Al Jazirah NewsPaper Friday  09/04/2010 G Issue 13707
الجمعة 24 ربيع الثاني 1431   العدد  13707
 
جولة في كتاب : اليهود وخرافاتهم (2-2)
د. محمد بن سعد الشويعر

 

وفي القسم الثاني من هذا الكتاب عن التوراة، قال في العنوان المؤلف الأستاذ الدكتور عبد العزيز عزّت الخياط وزير الأوقاف الأردني سابقاً: إنّ التوراة كتاب مقدّس، لكن ليست التوراة التي بين أيدنيا،

لأنّ اليهود عدّلوا وبدّلوا، وفي هذا يكفي ما بيّنه كتاب الله الكريم عن كذبهم على الله، وتحريف الكلم عن مواضعه، كما بيّنه الله سبحانه في مواضع شتى، ولن نتعرّض لما قاله عنهم، فكتاب الله أبلغ وأصدق (31-34).

وفي القسم الثالث عن: متى كان وجود اليهود في فلسطين، تعرّض لأصحاب الأخدود، كما في سورة البروج، وأنّ الذي قتلهم: (ذو نواس) اليهوديّ، وقد خيّرهم بين اليهودية أو القتل، فاختاروا القتل، فخدّ لهم أخدوداً لأنّ ديانتهم النصرانية، فانتقمت الحبشة النصرانية للنصارى، فأرسلت حملة عسكرية، على اليمن بقيادة (أرياط) فخرج ذو نواس هارباً، فاقتحم البحر بفرسه فغرق .. وفي هذا:

يؤكد أنّ اليهود جاؤا لجزيرة العرب من جهتين، وأنها هي صحراء التيه المسمّاة بصحراء (فاران) كما جاء في التوراة (37-38)، إلاّ أنّ رواية أصحاب الأخدود ومن قتلهم، عند علماء التفسير، وما أوردوا من أحاديث تختلف عن هذه الرواية (ينظر تغير الدر المنثور للسيوطي، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير في تفسير سورة البروج، وما أورداه)، وكذلك في رواية صحراء التية، إذْ بعضهم يرى أنها سيناء.

- أما القسم الرابع: فقد كان عن سبي اليهود متى كان؟ وفي عهد مَنْ سُبُوا؟ ومتى كان وضع الأسفار المزيّفة في التوراة؟ ومتى كانت كتابتهم للتّلمود؟، وأنّ الملوك المتعاقبين يأسُرون ويَسْبَوْن اليهود كالدولة الآشورية الأولى، ثم الثانية، التي استولى ملكها على فلسطين، ولم يسكن فيها يهود واحد، وكلّ من جاء من ملوك فارس والرومان، يَسْبون اليهود، ويخرّبون معابدهم وحصونهم، وهي عادتهم في الإفساد والعصيان، وكلما كثر فسادهم، أرسل الله لهم نبياً، فعصوا أنبياءهم وقتلوهم، وكفروا واستعلوا على الله، كما أخبر الله عنهم في القرآن الكريم.

ثم قال: ولما فتح العرب فلسطين، لم يكن في القدس يهودي واحد، ولذا اشترط (بطريرك) القدس، على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين تسيلمها: أنْ لا يساكنهم في القدس، يهود مرّة أخرى، بعد إخراجهم منها زمن الرومان، كما جاء في العُهْدَة العمريّة، ثم أورد العهد العمري مع أهل إيلياء، وجاء في آخر العهد: ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود (42-46).

حتى استردّ صلاح الدين رحمه الله القدس، فسمح لكثير من اليهود بسكناها(46).

- أما القسم الخاص: فقد جعله للآيات الكريمات، والأحاديث الصحيحة، والتنبؤات حول دولة اليهود (إسرائيل) في فلسطين: فقد بدأ هذا القسم بعرض شامل للكتب، وما فيها من آيات كريمات وأحاديث نبوية، وبعد ذلك أورد آيات من سورة الإسراء (4 - 10) وفسّر هذه الآيات، التي أبانت عن فساد بني إسرائيل، وعاقبة هذا الفساد، ففي الحالة الأولى: حال غطرستهم وقوّتهم في الأرض، طَغَوا واستكبروا على الناس، فاستباحوا قتل الأنبياء بغير حق، كما فعلوا في مملكتهم بعد سليمان عليه السلام، فسلّط الله عليهم ملوك الآشوريين، والبابليين وأسروا منهم عدة مرات، الأولى سبعون ألفاً، والثانية خمسون ألفاً، وظلّوا في الشتات، حتى عاد بعضهم متسللين من أسر بابل إلى فلسطين، ورزحوا تحت حكم الدول الحاكمة فيها كالرومان، وتشرّد الباقون في أنحاء الدنيا كما أخبر الله عنهم.

وظل اليهود في الشتات متفرقين ضعفاء بعد فسادهم الأول، وقَوِيتْ عليهم الدول كالآشيوريين والبابليين والفرس، كم قوي عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخرجهم من المدينة - يثرب - وخيبر، ثم أخرجهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من جزيرة العرب إلى الشام وغيرها، وقد أورد أحاديث صحيحة منها ما جاء عن ابي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقاتل المسلمون واليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر أو الشجر فيقول الحجر أو الشجر، يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي، خَلْفي فتعال فاقتله، إلا الفرقد فإنه من شجر اليهود) (رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن).

وبعد استعراضه للأحاديث عن نهاية اليهود قال المؤلف إنّ تجمعهم للمرة الثانية، قد وصلوا فيه إلى قمة الفساد بما عملوه في فلسطين: سفكاً للدماء، وقتلهم النساء والأطفال والشيوخ والرجال، بشتى أنواع الأسلحة، وغير هذا من أعمال الفساد، وذروته ونهاية الظلم والطغيان.

ثم اتبع هذا القسم: عن نهاية اليهود بحديث تلقّاه المؤلف عن كاهنين، من أحبار يهود السامرة، الذين يقطنون مدينة نابلس، قائلاً: وقد ظل (السُّمَرَرهْ) مئات السنين يعيشون مع المسلمين، في ذمتهم آمنين حتى قامت دولة اليهود، فاضطهدتهم وظلمتهم، فانضم بعضهم إلى منظمة التحرير، وأهل فلسطين في مقاومة دولة اليهود، لأنّ من تخصصه: الآداب السامية. ومنهم سلوم ابن الكاهن عمران، أحد الكاهنيْن اللذين حدّثاني، وثانيهما أخوه الكاهن صدقة، وكان والدهما صديقاً لجدي الشيخ: مصطفى الخياط، وقد اطلعت عندهم على مخطوطة قديمة للتوراة وعلى بعض كتبهم الفقهية، وبعضها باللغة العربية، واطلعوني على نبوءات أحبارهم التي تخبر عن قيام دولة اليهود في آخر الزمان، وعلى نهايتها بعد سبعين سنة من قيامها.

وبمثل هذا قال: إنّ أحد تجار الأقمشة في القدس، وهو من اليهود القدامى، وليس من المهاجرين الجُدد، وكان المستورد الوحيد لأنواع الأقمشة، كان والدي (عزّت) وتُجار نابلس يشترونها منه، ويكلفني والدي حينما أسافر للقدس، باستحضار بعض الأقمشة منه، واسمه (روفائيل ستون) وقد جاوز السبعين من عمره، ولما عرف أنني طالب في الأزهر، فكان مما حدّثني به أنه مطّلع من خلال دراسته لكتب اليهود القديمة، ولاسيما التلمود، أنه ستقوم دولة لليهود في آخر الزمان، في فلسطين وستظلم الفلسطينيين، وتستولى على أراضيهم، وتقتل نساءهم وأطفالهم ورجالهم، وتهدم بيوتهم وتقلع أشجار الزيتون، وأنها لن تدوم طويلاً، ربما سبعين أو ثمانين سنة، وكان حديثه هذا في الأربعينيات من القرن العشرين، ومعلوم أنّ أحاديثهم لا تصدّق خوفاً من المكذوب، ولا تكذّب.

وحتم هذا القسم بقوله: وليس معنى ذلك أن نتّكل على هذه الأحاديث، فنترك الإعداد لهذا اليوم، لأنّ ذلك لن يتم إلاّ بعودة المسلمين إلى شريعتهم والعمل بها، والاعتماد على الله، وإعداد القوة كما أمر الله، وتهيئة الأمة الإسلامية إلى الجهاد في اليوم الفاصل (48-57)، ومما يؤيد رأيه هذا، مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن أمة أعزّنا الله بالإسلام، ومتى ابتغينا العزة بغيره أذلّنا الله.

- وفي القسم السادس، تحدّث عن نهاية دولة إسرائيل وأسبابها، كما وردت في التوراة التي أورد نصوصاً منها بالرغم من تحريفها، والتعديل بما تهوى الأنفس، ويلذّ للأعين، إذ بعد أن أورد شاهداً من التملود على ألْسِنة أربعة من اليهود القدامى، كما مر بنا، أخبروه بنصوص، اطّلع على بعضها، عن دولة اليهود التي ستقوم في آخر الزمان، بصفاتها وفسادها ثم نهايتها، وبتحديد مدة مكثها وما قامت عليه من سفك الدماء المحرّمة، والفساد والإفساد، وعلوّهم إلى آخر ما ذكر من نماذج طغيانهم، وهذا القسم: توسّع فيه، أكثر من الأقسام السابقة الخمسة، حيث يبلغ من ص59، حتى نهاية الكتاب في ص79، وأورد نصوصاً من أسفارهم، وأحال إليها بالأرقام، من باب التوثيق، مستنداً إلى ما نشر في جريدة البلاد الأردنية، وقال: وقد وجدتُ بمراجعة النصوص والتعليقات، اختلافاً عن النص في التوراة التي لديّ، وربما كان ذلك في ترجمات أخرى ليست بين يديّ، وقد زدتُ بعض شواهد من نصوص التوراة، مما يؤيد الغاية من الاستشهاد بها (61).

واتبع ذلك بعنوان أسفل الصفحة: هكذا يقع غضب الرب على إسرائيل: قراءة تفسيرية لنبؤات التوراة على نهاية دولة إسرائيل: جاء بعده: تحدثنا الأسفار بوضوح عن هذه الأمور: صفات الجيش المنتصر، انهيار الجيش الصهيوني، مصير الخلفاء الاستراتيجيين للدولة الصهيونية، وغير هذا من أمور.

وفي ثنايا كلّ سياق تتكرر أسباب العقوبة والخراب: الشرك بالله، والكفر برسالته، والتمرد على أمره، سفك الدماء البريئة، والظلم والعدوان، المكر والغشّ والغدر، الفواحش واضطهاد البائس والأرملة .. إلخ. وقال: لقد وضع ناشرو الكتاب المقدس عنوان: الزمن الجديد ويوم الرّبّ، لما ورد في سفر (يوئيل) عن تصور هذا اليوم العظيم (62-63) ويحيل للصفحة.

ونقل عن سفر (ارمياء) الحثّ على مسابقة الزمن، وتدمير دولة التّرف (ص63) وفي سفر (أرمينيا) (ص64-65) أما (أشعيا) (ص65) فيصف فساد اليهود في الإصحاح الخامس. وفي ص67 يؤكد (سفر عاموس) إتيان النهاية على شعب إسرائيل.

وهكذا يسير مع الأسفار التي قرأها لينقل ما فيها عن اليهود، وغضب الله عليهم، أما نحن المسلمون فنصدّق ما جاء عن الله وعن ما صحّ عن رسوله عليه السلام وقد أمرنا أن نحدث عن بني إسرائيل ولا حرج، وأن ما في كتبهم لا يصدّق ولا يكذّب، وأن دولتهم زائلة لا محالة لكن علم ذلك وتاريخه عند الله.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد