طرحت مكتبة العبيكان إصداراً جديداً بعنوان: (فن إدارة المواقف) وهو كتاب جديد القالب، سلس اللغة، ينقل المؤلف من خلاله خلاصة تجارب الإنسان في مجال تطوير الذات. وترتكز فكرته على تقديم عمل مبسط يمكن للقراء على اختلاف ثقافاتهم ومواقعهم المهنية الاستفادة من حكمه، والاستمتاع بطرافة قصصه وأخباره، دون الدخول في متاهة المصطلحات الإدارية المعقدة والعبارات المتخصصة غير المفهومة التي تزخر بها بعض كتب تنمية الشخصية، والتي تربك القارئ العادي وتعيق فهمه لمحتوى الكتاب.
ويلخص المؤلف في مقدمته الهدف من وراء كتابه بقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): «الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها»، وما من حكمة أبلغ وأصدق من التجربة الواقعية الحية التي اختبرها أبناء الأمم السابقة والمعاصرة، وتلك المستخلصة من التراث القصصي لشعوب الأرض والتي تشكل وعاء العصارة المعرفية التي تفيد القارئ في كل مكان وزمان.
ومما يلفت الانتباه أن المؤلف لم يخف تأثره بعدد من كبار الكتاب العالميين من أمثال د. دومينيك لوروا صاحبة كتاب «فن البساطة»، ود. آنيت موزار ويلمان مؤلف «وجوه العبقرية الخمسة»، وم.ج.ريان مؤلفة كتاب قوة الصبر، معلناً أن أرفع قصص الحكمة شأناً هي تلك المستمدة من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة وسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تلاهم من السلف الصالح.
وحرص المؤلف على أن تأتي فصول كتابه قصيرة ذات محتوى شيق يشد القارئ ويمتعه، وتخلص به في نهاية كل منها إلى حكمة أوردها المؤلف.
وتتنوع مادة الكتاب بشكل لافت، فهناك قصص تجارب السلف الصالح، وخبرات وكالات الفضاء العالمية، والتقاليد والأعراف الشائعة لدى الشعوب والمؤسسات، وحكايات واقعية عن تجارب مميزة رواها من عاشوها، وتجارب كبار المديرين ورجال الأعمال، ومفاجآت في النبوغ والذكاء لدى طلاب صغار أذهلوا بها معلميهم.
مؤلف الكتاب محمد بن عبد الله الفريح متخصص في مجال المكتبات والمعلومات، وقد شغل لمدة طويلة منصب مدير الموارد البشرية في شركة مكتبة العبيكان، فتوافرت لديه فرصة ثمينة من التماس المباشر مع طبائع العاملين وهمومهم وأحلامهم، وخصوصية كل منهم، دفعته للتأمل والبحث عن المفاتيح والحوافز التي تقود هذا الشخص أو ذاك إلى درب النجاح، والعوامل التي تعيق تطوره وتميل به إلى السلبية والتقوقع والانكفاء، وهو يرى أن الخطاب المشجع المباشر والصريح هو أقرب السبل إلى قلوب وعقول الناس.