تفاجأ صياد يعمل على الساحل السوري شمال مدينة اللاذقية، بوجود سمكة قرش عملاقة طرحتها الأمواج على الشاطئ الصخري، وحين اقترب منها بنيّة الصيد خاطبته بلغة غريبة لم يفهمها، لكنه تيقن من أسلوب النبرة العالية زجره عن الاقتراب منها.
ويشير الصياد عمر رحمون أنه لم يصدق ما سمعه في بادئ الأمر، واعتقد أن شخصا يقف بالقرب منه، ويصدر التهديد منه وليس من السمكة الضعيفة، ولكنه لم يجد في المكان سواه وهذه السمكة العجيبة، بل إنه (رأى) فم السمكة يتحرك ويصدر صوتاً، مما دعاه للهرب وإبلاغ أهل القرية والسلطات المحلية.
وعلى الفور تقاطر الكثير من سكان المنطقة إلى الشاطئ للتأكد فعليا من صحة ما يدعيه السيد رحمون وكانت المفاجأة كبيرة عندما بدأت السمكة بترديد كلام غير مفهوم بلغة أجنبية لم يتمكن أحد من فك لُغزه. ولم يتوقف الذعر عند أهل القرية بل إن السمكة أصيبت بالذعر أيضا وحاولت العودة إلى الماء ولكنها لم تتمكن نظرا لابتعادها عن البحر بمسافة ستة أمتار! بحسب ما أفادت به بعض وكالات الأنباء.
لا تعجبوا من السمكة وحديثها الذي ربما يكون شجيا أو يشتمل على معلومة جديدة تفيدنا في حياتنا أو تحمل عبرة وحكمة سيرويها الدهر. ولكن لا ترددوا هذه الحكاية على مسمع أحد، فقط اقلبوا هذه الصفحة وانسوا الموضوع تماما!
أقول ذلك بسبب ما أرويه عن والدي -رحمه الله- وكان يضفي على جلساته الكثير من القصص التي تحمل أبعادا واسعة من الحكمة واستلهام العبرة.
ومن تلك الحكايات أن رجلا خرج من قريته هائما على وجهه متجها صوب الصحراء يدفن فيها آلامه ويودع أسراره بعد أن ضاقت به السبل ربما بسبب البطالة والديون. وبينما هو يسير وجد جمجمة متهالكة قد شرب عليها الدهر ولم يأكل! فدحرجها بطرف رجله متسائلا بتنهد وملل: من قطعك يا رأس؟ وتفاجأ حين ردت الجمجمة عليه بقولها قطعني لساني!
أعاد السؤال مرة ومرات فسمع نفس الرد!
أصابه الذعر مثلما أصاب رحمون الصياد! ولكن لم يُصبْ الجمجمة الذعر لعدم وجود حاسة لديها، فرأى ضرورة تبليغ السلطات المحلية لعله يظفر بوظيفة ولو حارس أمن يمسك عسيبا ويهش الذباب عن والي المدينة آنذاك، ويبدو أن ظاهرة الذباب منتشرة في ذلك الوقت حيث تُظهر المسلسلات التاريخية هذا المشهد عند دوران آلة التصوير في رحاب مجلس الوالي.
طلب هذا الرجل مقابلة الوالي لأمر هام! وسُمح له بالدخول فأبلغه بما رآه، فما كان من الوالي إلا أن طلب من أحد رجاله مرافقته للاستطلاع وسبر الخبر. وأوصاه إن لم تتكلم الجمجمة أن يقتل الرجل ويضع رأسه بجانبها!
خرج الرجلان وعند وصولهما للجمجمة بادرها الرجل بالسؤال السابق: ما قطعك يا رأس؟ فلم يصدر منها أي حركة! فأعاد سؤاله عدة مرات لكن لا حياة لمن تنادي. ووجد الرجل الموفد من الوالي حتمية تنفيذ تعليماته، فحاول الرجل الأول ثنيه عن قراره ولكنه فشل. وحين سقط رأسه بجانب الجمجمة قالت بسخرية: قلت لك قطعني لساني ولم تفهم!
اندهش الرجل الموفد وتلفت يمينا وشمالا وفر هاربا هائما على وجهه يبحث عن صحراء يودعها سره ويدفنه فيها.
ولست أعلم هل علمت القرية بالحدث أم أنه مرَّ كالأحداث العابرة؟
ولازلت أتساءل: كيف وصلتنا هذه القصة إن كان الرجل قد أدرك الحكمة؟ وهل تبعت الرجل لعنة الجمجمة فقطع رأسه بعدها أم أنه كتبها قبل موته؟
ويبقى شهر أبريل ثقيلا وغثيثا في تناقل الأخبار الغريبة!
وخميسا مؤنسا لكم.
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com