أتفق مع الزميل عبدالكريم الجاسر فيما أورده أمس في «لقاء الثلاثاء» عن كون فريق النصر الكروي تأهل إلى اللعب في كأس العالم للأندية بعمل إداري بحت داخل المكاتب.. وهذه تحسب للنصراويين الذين نجحوا في ذلك.. لكني أختلف معه في أحداث «رحلة كازاخستان» الشهيرة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً وأحداث «زعبيل» الأخيرة، ذلك لأن رحلة كازاخستان صاحبها حيثيات غريبة جداً أهمها أن الفريق المنظم طلب من فريق النصر الكروي الانتقال من المطار إلى الملعب مباشرة للعب اللقاء.. ونقل المراسلون الصحافيون وقتها صور التعامل الذي لقيته بعثة النصر في المطار.. وكذلك صور تواجد الجماهير في المدرجات انتظاراً لبدء اللقاء.. غير أن تواجد الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته-.. وهو المعروف بشجاعته في اتخاذ القرار والعمل لمصلحة فريقه خارج الملعب وداخله ساهم في اتخاذ إدارة النصر القرار الجريء بعدم لعب المباراة والعودة إلى الرياض.. وكان ذلك سبباً في تعاطف جميع الرياضيين السعوديين مع إدارة وفريق النصر.. وكذلك الحال بعد أحداث زعبيل الغريبة التي أرى من وجهة نظري الشخصية أن إدارة النصر أحسنت بعدم الانسحاب لاختلاف البطولتين ودوافعهما التي لا تخفى على أحد.. ثم إن القرار الذي قد يكون مقبولاً قبل خمسة عشر عاماً ليس بالضرورة أن يلقى نفس النجاح في كل زمان ومكان.. وإذا كان في لائحة البطولة الخليجية ما قد يقف في صف النصر فما المانع من السعي وراءه للدفاع عن حقوق الفريق.. فما بالك واللائحة تنص في إحدى فقراتها على اعتبار النصر فائزا (3-0).. وذلك يعني تأهل الفريق إلى النهائي وتحقيق بطولة رسمية تعيد النصر إلى منصة البطولات.. وتبث في اللاعبين ثقافة الفوز والانتصار.. وهذا حق مشروع لإدارة النصر.. فلماذا تُطالب بالتفريط في حقوق فريقها ويُعاب عليها ذلك.
إدارة الهلال ومواقف النصراويين
كعادته جاء تعامل الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال - وأخص بالذكر رئيس الهلال لأنه المنافس التقليدي للنصر - رائعاً وراقياً مع الأحداث التي تعرض لها فريق النصر الكروي في «موقعة زعبيل».. حيث أعلن تضامنه مع المنافس التقليدي ووقوفه إلى جانب إدارته لحفظ حقوق كل فريق سعودي يشارك خارجياً والأكثر إثارة لإعجابي بشخصية رئيس الهلال أن هذا الموقف الإيجابي الذي يسجل لصالح كل الهلاليين يأتي في وقت ما زالت فيه أصوات النصراويين تملأ القنوات الفضائية للتشكيك في كل منجز هلالي.. وما زالت أحبار الأقلام الصفراء لم تجف في محاولة لسلب زعيم الأندية الآسيوية من لقبه المستحق: «فريق القرن الآسيوي» الذي يستحقه عطفاً على النتائج الموثقة سواء أكان هناك اتحاد دولي للتاريخ والإحصاء.. أو لم يكن فذاكرة الرياضيين السعوديين تحتفظ للهلال بأرشيف بطولاتي لا يدانيه أي فريق آسيوي.. والأدهى أن بعض هذه الأصوات «المبحوحة» والأقلام «الجافة» من المصداقية شككت في وطنية من حاول أن يكون منصفاً من وجهة نظره بغض النظر عن نواياه وناقش الفعل وردة الفعل في أحداث «زعبيل».. وأقول هنا (منصفاً).. وليس (محايداً): فليس من حق أي رياضي سعودي أن يكون محايداً في قضية طرفها فريق سعودي.. فالحياد شيء.. والإنصاف شيء آخر.. رغم أن تلك الأصوات والأقلام توحَّدت وتعاضدت دوماً للتشكيك في كل إنجازات الهلال الداخلية والخارجية.. وإذا كان هناك من (يظنون) أنه وقف مع فريق الوصل ضد فريق سعودي.. فإنهم أعلنوا صراحة دون (ظن) وقوفهم مع أحقية فريق قالوا إنهم (يخجلون) من ذكر اسمه باعتباره أحق بلقب (فريق القرن الآسيوي) من نادي الهلال السعودي، فبالله عليكم كيف تدافعون عن فريق لا يشرفكم ذكر اسمه ضد الهلال.. وتستنكرون أن يقف أحد مع فريق خليجي يفخرون بذكر اسمه إن كان هذا الاتهام صحيحاً أصلاً؟!
مقاربات
الأمير عبد الله بن مساعد.. والأمير عبد الرحمن بن مساعد عقليتان إداريتان رياضيتان لا بد من المحافظة عليهما.. وأكثر ما أخشاه أن يصيبهما الإحباط من الوسط الرياضي فيوثران الابتعاد.
قرار إحالة قضية أحداث زعبيل إلى الفيفا نجاح يُسجل للعضو السعودي في اللجنة المنظمة الخليجية فيصل العبد الهادي.. فالفريق السعودي كان الخاسر قبل الاجتماع وعاد إليه الأمل بعده، القرار بمثابة إعادة المباراة لأن الاحتمالات ما زالت واردة الفوز أو الخسارة.
من الطبيعي أن يقف العضو القطري مع قرار تثبيت النتيجة.. فهو يفضّل أن يلعب الفريق القطري مع الفريق الأسهل.
بعض جماهير النصر وإعلامييه (معاهم معاهم.. عليهم عليهم).. فبعد الفوز على الهلال في دوري زين أوصلوا فريقهم إلى القمة.. وبعد هزيمة الوصل (مسحوا) بكرامة بعض اللاعبين أوراق الصحف.
فريق النصر قوي وبدأ يضع خطواته الأولى على طريق العودة.. ولكن يحتاج إلى منح أفراده الثقة الكاملة مع تدعيمهم بلاعبين غير سعوديين مؤثرين.. وسيكون منافساً قوياً في المواسم المقبلة.
فريق النصر بحاجة إلى من يقف معه وقت الأزمات.. وليس نقداً من نوعية (أبو كويعات)..!!!
ها هو سعد الحارثي يصفع كل من طالبوا بنصب المشانق له بـ(ثلاثة) كفوف.. كل واحد أسخن من السابق.