هل المقصود بالإعلام هو الرسمي فقط أم يدخل في ذلك كل وسيلة تحمل خبراً أو معلومة أو تحليلاً ومن ثم فإن دائرة الإعلام تتسع لتشمل الصحف والمحطات الإذاعية والمتلفزة ومواقع الإنترنت ومواقع الدعوة الشخصية أو الجماعية أو الحسبة أو الصحف الإلكترونية وحتى المدونات التي أصبحت اليوم تنافس في بث الأخبار المصورة, كل هذه في مجملها تسمى إعلاماً.
لاشك عندي أن سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز يعني كل هذه الوسائل حين تحدث في الجامعة الإسلامية عن ما ينقص الإعلام السعودي وأمنياته بأن يترفع الإعلام عن صغائر الأمور وتلقط الزلات وأن يكون منهجه تخصصياً يعطي كل علم حقه في الحديث عن نفسه.
كل من يعمل في الإعلام يطمح لمثل هذا المستوى من التطلعات ويقر بأن الإعلام إذا ما أردنا له أن يكون مواكباً فلابد أن تكون أهدافه كبيرة ونبيلة ومتسقة مع حراك الوطن الإصلاحي التحديثي الذي لا يتخلى عن ثوابته.
الشيء الذي أدهشني هو تأويل حديث سمو الأمير من قبل بعض الإقصائيين وحصره بفئة كتاب الصحف وكأنما هم وحدهم الذين يمثلون الإعلام مع أن بعض المواقع الإنترنتية تظهر فيها صورة تلقط الزلات وملاحقة صغائر الأمور والجرأة على الفتوى والتحليل والتحريم أكثر بكثير مما يظهر في الصحف.
لا أنفي هذه التهمة عن بعض الكتاب لكنها ليست صفة عامة وقارة في كل كاتب أو كاتبة، وفي الصحافة السعودية كثير من الأقلام المخلصة لوطنها وتسعى بكل صدق لأن تساند الدولة في حربها على الإرهاب والفساد والجمود الذي يضر بالأجيال وتسعى بكل جهدها وخبراتها لمؤازرة كل الإجراءات الإصلاحية التي تمت وستتم في هذا الوطن العظيم بربه ثم قيادته ثم شعبه المتسامح النبيل دون أن تخوض فيما لا تملك علماً دقيقاً فيه فتستعين بالعلم الشرعي الموثوق به وتستند على آراء العلماء الثقاة المتزنين الذين يرتكزون على فقه واقعي يؤكد حقيقة سماحة الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان ودون أن يكون همها تلقط الزلات للأشخاص بل تناقش الآراء والأفكار ومنطقيتها دون الالتفات لقائلها.
fatemh2007@hotmail.com