قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم.
إن لم أستطع التعبير عن الحزن الذي يعتصر قلبي فلا تلوموني لأنني فقدت إنساناً رائعاً بكل معنى الكلمة، إنساناً يتحلَّى بجميع الصفات من الكرم والشهامة والصدق وحسن الخلق..
.. فقدت والدي الشيخ عبد الله بن سعيدان (رحمه الله) ويعلم الله أن المصاب جلل وإني على فراقك يا أبا سلمان لمحزون، كنت ملاذاً لي ولم تتخل عني وعن الجميع وكنت تدعمنا بكل صغيرة وكبيرة، فطيلة معرفتي بك لم أسمع أو أعرف بأنك اشتكيت على شخص أو غضبت منه أو ظلمته أو أسأت له، فقد كنت تحب عمل الخير ومساعدة الناس فقيراً ومسكيناً ومريضاً صغيراً وكبيراً، بكل صدق فقدت المملكة وبالذات مدينة الرياض أحد الرموز العقارية الذي ساهم (رحمه الله) في تطوير الحركة العقارية وساهم بتسهيل أمور السكن وتقسيط الأراضي للمواطنين، وكان (رحمه الله) يبحث عن عذر دوماً لمن يتأخر بالسداد، كان صبوراً طيباً حنوناً كريماً، فجعت بوفاته (رحمه الله) ولكن هذه حال الدنيا فلا بد من الموت لأنه حق علينا جميعاً، عزيت نفسي بك رحمك الله قبل أي أحد آخر، وأوجه عزائي الحار وكلمتي لإخواني: سلمان ومنصور ووليد وطارق وفيصل ومحمد وخالد.
كان (رحمه الله) فاتحاً منزله للجميع ويستقبلهم بكل تواضع وصدر رحب، إذ كان يستمع لهم وينصحهم ويرشدهم ويقدم لهم المساعدة ويشاركهم همومهم ليخفف عنهم، فقد كسب حب الناس وعشقهم له، عملت بشركته ثلاث سنوات وجدت فيها أجمل وأسعد أيام حياتي العملية فقد كان بمثابة الوالد لي ولجميع الموظفين، فكان لا يحرمنا من شيء، بل يساعدنا - والله يشهد على كلامي - بكل صغيرة وكبيرة، وطيلة هذه الفترة لم أسمع أبداً بأن لديه قضية مع أحد أو أن أحداً لديه قضية معه (رحمه الله)، كان لا يترك فقيراً ولا مسكيناً ولا طالب حاجة إلا وساعده، كان يساهم كثيراً جداً ويدعم المشاريع الخيرية.
قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} صدق الله العظيم.
أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ولكني بكيت بحرقة ووجع من الألم والحزن اللذان يعتصران قلبي، وأنا أعرف جيداً بأنك الآن بين يدي المولى عزَّ وجلَّ، فأسأله أن يدخلك جنات النعيم ويحشرك مع الشهداء والصالحين، آمين.
الألم شديد أيها الفارس الذي ترجّل، فشهادتي بك مجروحة مهما قلت أو كتبت أو فعلت.
أسأل الله العلي القدير الحي القيوم أن يثبتنا على الدين ويهدينا إلى اتباع القرآن والالتزام بالسنّة ويرحم فقيدنا ووالدنا الشيخ عبد الله بن سعيدان ويغفر له ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وخير عزاء لي بهذا المصاب الجلل أن أدعو له دوماً رحمه الله.
قال تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي} صدق الله العظيم.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراقك يا أبا سلمان لمحزون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مدير إدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية- مؤسسة الشتاء والصيف للتجارة والمقاولات
kader7hr@hotmail.com