القاهرة - سجى عارف
اصطادت (الجزيرة) في شباكها المنسلة عبر جناح المملكة بمعرض القاهرة الدولي في دورة الثانية والأربعين الذي كان خلال الفترة من 29-1 إلى 13-2 للعام 2010م واحدة من أجمل نحلات العسل التي تمص كل رحيق جميل من إنجازات المرأة السعودية والتي تشتمه عبر أميال لتنثره عسلا مصفى في محاضرات وندوات ومحافل ثقافية بأرجاء الوطن العربي والإسلامي فهي بسمة عدنان السيوفي التي رسمت على وجوه الحضور بسمة لن تنقطع كلما تذكروا كلماتها المحفزة والداعمة للجميع فهي متميزة في الأداء معبرة عن الإحساس متلمسة للمكنون، وهي مشرفة معاهد ومراكز للغات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة حاصلة على ماجستير تربوي من جامعه أم القرى في الإدارة التربوية والتخطيط بكالوريوس لغة إنجليزية جامعه الملك عبد العزيز حاصلة على العديد من الدورات بما يخص التدريب والاستشارات والتخطيط وغطت مجالات المهارات السلوكية واستمتعت بمثل هذه الجزئية من عملها حيث استطاعت خلالها أن تغير القناعات واكتساب الآخرين في مهارات العمل وهذه مهمة جدا، خاصة وان هناك فجوة في المهارات المطلوبة والإمكانات المتوفرة لدى الأفراد سواء في القطاع الخاص أو الحكومي وحرصت دائما على المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية والاجتماعية، والتي تقول معبرة عن نفسها وبنات جنسها مؤخرا: أجد لدي حسا كبيرا في الحديث مع الجميع عن بلدي، وعما يحصل في المملكة من التغيرات وعن القفزات السريعة والمتأنية في ذات الوقت التي تضع المرأة على الخط الصحيح برعاية ولاة الأمر والمهتمين بشئون المرأة، وهذا يضع علينا عبئا كبيرا إذا اعتبرنا أنفسنا من الرعيل الأول والسيدات اللاتي نلن حظهن في التعليم والقدرة على التواصل والانفتاح؛ سواء عبر مساندة الزوج والأب والأم قبل كل شيء والإخوان، وهذه من الأمور المهمة في اكتساب المرأة الثقة في نفسها وقدرتها على الحديث بدون الخروج عن مهامها الأساسية، ودون أن يكون هناك امتهان لدورها الحقيقي وأجدها اليوم مشاركة للرجل في كل شيء؛ فهي صاحبة قدرة وإصرار يجبر الرجل على أن يحترمها في النهاية ويفسح لها المجال. وفيما يلي نص لقاء (الجزيرة) مع بسمة السيوفي :
عبر تجولك في جناح المملكة: ماذا تقولين للجزيرة عن تطلعاتك لهذا الجناح ؟
- علمت أن جناح المملكة من أكبر الأجنحة الموجودة على أرض المعرض والمجهز بتجهيزات لائقة لمكانة المملكة، وكذا مشاركة الجهات الحكومية والهيئات ودور النشر السعودية التي تساهم في إثراء الوضع الثقافي لدينا وتعريف الجمهور الحاضر من جميع بلدان العالم العربي وشرق آسيا وأوروبا؛ حيث إننا وجدنا الكثير من مرتادي المعرض من الجنسيات المختلفة وتعريفهم بأنشطة بلادنا الحبيبة، وأعتقد أن الإعلام والتسويق له مجهودات وأنشطة ودور رئيسي كبير في تعريف العالم بالمكانة التي وصلت إليها المملكة وتبوئها درجات أعلى وللأعلى بتقدم السنوات وحرصها على المشاركة، وبما يضيف ويثري معرض الكتاب في دورته الثانية والأربعين.
وأنت تتحدثين عن المرأة وجمال المرأة السعودية.. فماذا تقولين للمرأة السعودية الكاتبة التي ترغب في إبراز انجازاتها عبر معرض الكتاب ؟
- المرأة السعودية موجودة وحاضرة، والآن سنحت لها فرصة أكبر لإثبات ذاتها؛ فهي لم تكن مغيبة إنما كانت في الظل، والآن يتم تسليط الضوء عليها، وأتمنى من يتم تسليط الضوء عليهم أن يكونوا على قدر المسئولية لأنه من الصعب جدا أن يتم استغلال المرأة للترويج للأشياء لا تنم عن روح البلاد أو روح توجه القيادة أو روح الإسلام أولا وأخيرا، وكذلك أطلب منها أن تكون دارسة وفاهمة ومتعلمة وتدري ما تقول وما تحاول أن توصله للآخرين، كما يجب أن تكون متمكنة مما تحاول أن تثبته على كافة الأصعدة سواء كانت كاتبة أو شاعرة أو محاضرة مشاركة على مستوى الثقافات منظمة للمؤتمرات؛ لأن المطلوب منها في هذه الفترة أن تكون في الصدارة، وبالتالي، هذا يضع عليها عبئا كبيرا؛ لأنه يجب أن تكون على قدر هذه المسئولية.
لا يسعني أن أقول في حق المرأة الكثير، لكن ربما يسعك أنت أن تقولي للمرأة العاملة كيف تستطيع أن تنظم حياتها وأن توفق بين بيتها وزوجها وأولادها وعملها ؟
- نحن كجيل امتداد للجيل السابق وقد نشأت وتربيت في بيت كانت أمي رحمها الله امرأة عاملة وكانت بمراعاة والدي -يرحمه الله- فكانا دائما مشتركين في تدبير أمور حياتنا والحمد لله استطاعا تربيتنا جميعا كبنات وأولاد، ولم نشعر بالفرق بين الولد والبنت ونعم كشاب مكلف بحمايتي ورعايتي والاهتمام بشئوني، ولكن فيما يتعلق بالعطايا والهدايا والفرص ومثل هذه الأمور كان هناك عدل، وبالتالي، ما أحاول أن أفعله مع أولادي هو نفس الشيء أيضا ومطلوب من المرأة كونها زوجة أو إذا وفقها الله للزواج أن تحرص على أسرتها وتضعهم الرقم واحد في حياتها؛ فهذا هو الاستثمار والمكسب الأول وأيضا على تربية وتنشئة أولادها النشأة الصحيحة وتساعدهم بأن يكونوا صالحين في هذا المجتمع وليس عبئا أو عالة على المجتمع مستقبلا؛ فنحن لا نرغب في إنتاج جيل معقد نفسيا أو منحرف أو إرهابي وهذه لن يتأتى لنا إلا بالتفتيش على الأم ودورها، فهذا المعول الكبير والرئيسي على تنشئة هذا الجيل.. ولا أنكر أن للأب دورا كبيرا في هذه الفترة من الحياة أيضا لأنه مع رتم الحياة السريع وكثرة متطلبات الحياة ينبغي من الرجل أن يشارك المرأة كل شيء، ومطلوب منه كزوج المبادرة والمشاركة مع المرأة في كثير من الأشياء حتى تستطيع أن تستمر حياتهما في كثير من الأشياء، وتمكن سفينتهما أن تشق عباب البحر بخير وسلام وفق أهدافهما وما يريدون؛ فالمرأة العاملة يجب أن ترتب أولوياتها وتنظم وقتها وهذا أمر مهم جدا وتجعل فترات الإجازات وفترات آخر الأسبوع هي الفترة التي تعوض أسرتها عن الوقت المسلوب وقت العمل أيضا أوقن وأومن بأن المرأة العاملة أولادها أقوياء منهم مؤتمنين على أنفسهم؛ حيث لديهم الطلاقة والثقة وحسن التعبير ويستطيع أن ينهي أموره أكثر من المرأة التي تعيش مغلقة على ذاتها دون أن تتفاعل أو تتواصل مع أبنائها، وأنا هنا لا أعمم، فهذا ليس شيئا نجعله مسطرة على الجميع، ولكن هذا ما أراه من الواقع المحيط بي؛ فبنات وأولاد المرأة العاملة تجدينهم كأطفال لديهم النمو الإدراكي والعقلي أسرع من أي طفل، ذلك لأن مدارك الأم أوسع وخبراتها واطلاعها وتعاملها تكسب هذا لأولادها، ولكن إذا ما استخدم بطريقة صحيحة وإذا لم ترجح كفة ميزان العمل على ميزان الأولاد وميزان الزوج والأسرة، وهذا أيضا مهم كما تستطيع أن تكمل دراستها وتعليمها إذا كان الزوج مساندا لها ومع أولادها وكل هذه الأشياء تستطيع القيام بها إذا رتبت أولوياتها وخططت لحياتها وقبل كل هذا هو توفيق من الله سبحانه وتعالى.
في نقاط سريعة: ماذا تقولين للرجل في حق دعم زوجته؟ وكيف يساندها خاصة إذا كانت عاملة؟
- أرجوه بل وأرجو هذا الرجل؛ لأننا قد تعبنا مما نسمع من تنامي معدلات الطلاق والتفكك الأسري والأولاد غير الشرعيين ونسمع أمورا تحزن لها القلوب؛ فقد جعل الله بيده القوامة.. وهنا نطرح السؤال لماذا ؟ لأنه المكلف والمسئول أكثر من المرأة، وفي النهاية هو المسئول أكثر من المرأة، وفي النهاية هو المسئول عن خراب بيته أو إصلاحه أو أعماره وكونه منح مثل ذلك من الله تعالى يتطلب منه أن يكون أقدر وأوعى وأحكم وأعقل في تسيير أمور بيته ومطالب منه أن يساند المرأة أكثر مما سبق فلم تعد فتاة هذا العصر قادرة على التحمل أو قادرة على القيام بالشئون كما كانت أمهاتنا وجداتنا ولم تعد لديها الأفكار ذلك.. فالمطلوب من الشباب السعودي الآن أو من يرغب بفتح بيت أن يكون مستعدا لتقديم التضحيات المضاعفة أكثر مما سبق لأنه يريد أن يبني بيتا في النهاية، ويريد لهذا البيت أن يستمر ويتطلب منه هنا اختيار الزوجة الصالحة ومن ستعينه على أمور دينه وعلى تيسير أمور حياته وإبراز ما لديه من جميل وحسن، وكذلك هو مطالب أيضا بمساندتها وإبراز ما لديها من الزوايا الحسنة فالمرأة قد تميزت وعلت وأصبحت أخيرا متفوقة وناجحة في حياته وهذا أمر يضاف لرصيد الزوج لأنه وخلال فترة تواجده معها حدث مثل هذه النجاحات إذن له دور كبير في مساندتها وإن كان بإعطائها الوقت والفرصة لذلك.
بماذا تنصحين الفتاة السعودية التي مازالت في أولى خطوتها لترتقي وترى نور نجاحاتها القادمة كما رأيتها أنت ؟
- أولا أنا لا أظن أنني وصلت لما أريد؛ فلدي طموحات كثيرة ربما فتح بابا مواربا لأن أولادي كبروا ولم يعد هناك تلك الالتزامات الأسرية، وزوجي يدعمني دائما ويشجعني قائلا اذهبي متوكلة على الله فهو مدرك كم أجتهد حتى فيما يكون خارج نطاق عملي فدورنا كنساء كبير خاصة فيما يتعلق بالحوارات والنقاشات والتصاميم والعروض المقدمة وما هذا إلا بتيسير الله تعالى وعلينا استخدام مواهبنا الاستخدام الصحيح وأكاد أجزم أننا كلنا كنساء مدينين لبلادنا فقد صرفت على تعليمنا فهي بلادنا وفخرنا وعزتنا وكل ما أقدمه لها ما هو إلا رد للجميل عبر لمحافل الدولية أو غيرها فتسخير كل طاقاتنا لنتغير ونغير للأفضل في وطنا هذا هو أقل ما يمكن أن نقدمه لرد هذا الجميل.
كما أطلب من الفتاة صاحبة الطموح أن تكون صبورة مبادرة وأن تتعلم وتتدرب وتسلط مداركها في كل الأنشطة المتاحة أمامها وأن تدخل سوق العمل وأن تكون متمكنة من العديد من المهارات والتي لا تأتي عبر التعليم وحدة فهو غير كافي أنما تحتج إلى الممارسة والانخراط في العمل التطوعي والمشاركة والمبادرة في المؤتمرات والندوات وحضور ورش العمل وهذا هو المخرج والمتنفس الذي تستطيع منه الفتاة تنمية مهاراتها أولا بأول ولا تتكاسل وتجلس بالبيت فإذا تكاسلت في مرحلة الثانوية أو الجامعية فسوف تتأخر في التحصيل الوظيفي وحتى لو توظفت لن تكون على المستوى المتميز إذا ما قورنت بزميلاتها الأخريات فإذا كانت ممن يهوين التنافس فلن تمتلك هذه المهارة بمجرد حصولها على الماجستير وبالتأكيد سمعنا عن الكثير من أصحاب الدكتوراه ولكنهم لا يستطيعون إيصال المعلومة للآخرين والعكس من ربات البيوت الغير متعلمات يستطعن بكل سهولة التواصل والتفاهم مع الآخرين فالمفترض أن تهتم بجانب التعليم والتدريب ومعرفة هدفها وان يكون لها هدف تقيس عليه حياته وترتب له أمورها وان تجعل له في وقتها الشيء الكبير دونه ستكون ضائعة لا تعرف أين نهايتها وإلى أي مرسى ستصل وهذا كله إذا ردت خوض مجال العمل إذا أتيحت لها الفرصة لذالك أو لم تتح لها فواجبها الأول أن تنشئ أولاد وبنات على مستوى عال من الوعي القوي بحيث يكون لدينا جيل قادر على قيادة الأمة في المستقبل.
أخيرا كيف تختمين حوارنا الشيق بما يخص الكتاب السعودي وقراءه ؟
- سمعت إحصائية ربما قالها أحد المحاضرين بالجناح السعودي في معرض الكتاب أنه يصدر سنويا ما يقارب 400 رواية سعودية أو يزيد فذهلت جدا لهذا الرقم وتساءلت في نفسي هل لهذه الدرجة يوجد لدينا زخم من النساء المكبوتات اللاتي يردن الكتابة حيث أصبحت الكتابة مهنة من لا مهنة له وأصبح الجميع يريد أن يصبح روائيا والمطلوب قبل ما تدخل الصنعة تتقن أبجدياتها أو نتعلمها وعلى الكاتب أن يعلم أنه بمجرد أن ألف كتاباً أصبح مستهدفا وانه بذلك يضع نفسه تحت المجهر فالمفروض على الطامحة للانضمام لكوكبة الكتاب المشهورين أن تكون متمكنة من أدوات الكتابة وأن تقرأ في مختلف المجالات حتى تستطيع أن تكون من ضمن الكاتبات اللاتي تعددن على الأصابع وأن تكون على ساحات الأدب أو الثقافة ولشعر ليس لموهبة فقط ولكن التمكن من الأدوات أيضا وأتمنى المزيد والمزيد من التفوق لسيدات بلادي في هذا المجال وأرجو تخفيف الضوء عن الحالات الشاذة التي يتم الكتابة عنها وكأن المملكة كلها هكذا لأنه وللأسف الكتب التي تصدر هي سفيرة لما يتم داخل المجتمع فرجائي من الكتاب أن يتحروا الأمانة وقبل أن يكتب يجب أن يفكر أن هذا الكتاب سوف يسأل عنه يوم القيامة ماذا أضاف لبلده وماذا أضاف لامته وهل يفخر به وهل يفخر أن ينشر أسمه علية وهل يفخر أن يناقشه احد ؟ فإذا وضعنا هذه الأسئلة في اعتباراتنا كمعيار أعتقد أن مثل هذا سوف يجعلنا نتراجع قليلا قبل أن نكتب كما يكتب الآن وأي مجالات خارجة عن
الأدب العام أو المقبول في المجتمع والذي يبرز ما هو سيء وهو الموجود في كل المجتمعات بينما لا يكون هناك تسليط على ما هو إيجابي ورائع موجود داخل بلادنا الجميلة.. وللشاعرات والكاتبات والروائيات والذين يكتبون نثرا أو قصة قصيرة أم طويلة أو حتى أدبا ساخرا أقول سلطوا الضوء على كل ما هو مميز في الجوانب الرائعة لبلادنا المشرقة بكل جديد عن ما يوجد في بلدان العالم .