في رؤية تنموية وسبّاقة أيضاً، أكملت صحيفة الجزيرة عقد دعمها للمرأة في المملكة العربية السعودية من خلال تأسيس كرسي صحيفة الجزيرة للدراسات الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، والحدث يحمل عدة أبعاد تنموية ووطنيّة تشرفت صحيفة الجزيرة بحمل لوائه, لعل من بعضها:
دعم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات، وهذا هو الأول من نوعه في الجامعة النسوية الوحيدة في المملكة والتي أخذت على عاتقها أن تكون نسائية الكادر والتوجهات، فتكون الجزيرة تدعم المرأة السعودية من خلال جامعتها، واللواء الآخر هو الدراسات الحديثة التي تقوم على عدة أبحاث في خدمة اللغة العربية والعملية البحثية المنهجية فيها، وفق رؤية أكاديمية متخصصة، وإلقاء الأمر على كادر متخصص هو كادر أكاديمي ممثل في جامعة الأميرة نورة، كل هذا يدل على أننا أمام قفزة جديدة تسجل لإنجازات المملكة على صعيد ما تحقق للمرأة من إنجازات وما فتح أمامها من مجالات تخدم من خلالها وطنها إلى جوار شريكها الرجل.
معالي الدكتورة الجوهرة بنت فهد مديرة الجامعة والأستاذ خالد المالك رئيس التحرير، وهما يدشنان هذا العمل، الذي تشرفت بدعوة من رئيس التحرير لحضور فعالياته، يعلنان انطلاقة أولى للتعاون المثمر بين العمل الإعلامي ممثل في صحيفة الجزيرة وبين العمل الأكاديمي البحثي الحكومي ممثل في جامعة الأميرة نورة، وهذا يحسب لصحيفة الجزيرة ومساهمتها الفعالة في خدمة المجتمع ومسابقتها لاستحصال للمردود الإيجابي المتوقع لهذه الدراسات في تشجيع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة لتقديم بحوثهم ودعمها من قبل الكرسي ومن ثم خروج هذه الدراسات لأرض الواقع ممثلة في قرارات وتوصيات للجهات المختصة والتي من شأنها أن تساهم في بناء الوطن.
إن قراءة متأنية لأهداف هذا الكرسي توضح باختصار شديد, الرؤية المنهجية لهذا الكرسي، فاستقطاب الكفاءات العلمية في المملكة والوطن العربي ومن ثم تجذير الثقافة البحثية وتأسيسها وفق منظورها الأكاديمي، وكذلك ترجمة الكتب العلمية الخاصة في تطوير أدوات البحث العلمي، يعد كل هذا رؤية عظيمة جداً في سبيل تأسيس منهجية التعاون المشترك ما بين مؤسسات القطاع العام والخاص, بدلاً من التنافر بين القطاعين والذي لم يستفد منه أحد. بكل صدق, لا أشعر بأي مفاجأة تجاه الأمر، فالجزيرة كل يوم تعلن عن حدث وآخر، وصرنا نسابق أحداثها ومنجزاتها لنتحدث عنها، ولا تزال عجلة خالد المالك وزملائي في الجزيرة تسير بقوة وبدون توقف نحو العمل الوطني بشكل عام والتركيز على أنشطة المرأة السعودية بوجه خاص، في إشارة واضحة لمحاولة ردم الهوّة ما بين الرجل والمرأة في المجتمع السعودي.
الجزيرة لم تنجح كصحيفة إعلامية تمتهن العمل الإعلامي فحسب، بل الجزيرة الآن توسّع من آفاق رؤيتها الوطنية نحو دعم العمل الأكاديمي من خلال سد الثغرات في العمل الأكاديمي والبحوث العلمية بدعم المؤسسات المتخصصة كالجامعات خاصة أنه الأول من نوعه في التعاون بين جامعة الأميرة نورة والقطاع الخاص حيث فازت الجزيرة بشرف السبق أن كانت الأولى بهذا الأمر.
www.salmogren.com