Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/04/2010 G Issue 13705
الاربعاء 22 ربيع الثاني 1431   العدد  13705
 
البوارح
في الجامعة الإسلامية 1-2
د. دلال بنت مخلد الحربي

 

شهدت الجامعة الإسلامية في الفترة الأخيرة نقلات كبيرة مميزة، وتحولت من جامعة منحصرة في قضايا التعلم لا يعرف عنها إلا القليل محلياً إلى جامعة نشطة تعمل على التواصل مع المجتمع المحلي والإنساني بشكل عام، وظهر واضحاً انفتاحها من خلال تواصلها مع شريحة كبيرة من المجتمع وعملها على تطوير مناهجها ليتفق مع ما تشهده من تطور واضح.

ولعل من أبرز صور خروج الجامعة من عزلتها القديمة المؤتمرات التي نظمتها الجامعة والتي تنوعت توجهاتها مع تركيزها على قضايا مجتمعية تفيد الإسلام بصفة عامة والوطن بصفة خاصة، فمن قبل نظمت مؤتمراً عن الوقف ودعت إليه مجموعة كبيرة من المهتمين بقضايا الوقف، وتميز ذلك المؤتمر بكثير من الحيوية من خلال الأوراق العلمية المتقنة والمداخلات التي كانت تثري الموضوعات المطروحة.

ثم قبل أيام اختتم مؤتمر «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» وهذا المؤتمر دعي إليه عدد كبير من الباحثين والمسؤولين من الداخل والخارج وشهد حضور علماء من المهتمين بالقضايا الدينية، إلى جانب علماء في الاجتماع، ومؤرخين وإعلاميين وغيرهم.

وعلى مدار أربعة أيام شهدت رحاب الجامعة الإسلامية حركة تفاعلية كبيرة، فالأوراق كانت تحتوي على كثير من الأفكار التي تناقش قضايا الإرهاب، وأسبابه ودوافعه وكيفية علاجه.

وكان النقاش حراً وواضحاً، وبرزت آراء متنوعة وأفكار قد تكون غير متفقة في التفصيلات الدقيقة لكنها في النهاية متفقة على الإطار العام لهذا المؤتمر الذي كان يسعى إلى إظهار خطر الإرهاب وما يؤدي إليه من تدمير بنية المجتمع وتفكيكه.

وكان للمرأة حضورها بأوراق عمل ومناقشات ومداخلات، ولعلنا هنا نتذكر أن مشاركة العنصر النسائي هي ظاهرة عرفتها الجامعة الإسلامية في الفترة الأخيرة مع قدوم معالي الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية، والذي يستحق الإشادة والتقدير لنقله الجامعة الإسلامية إلى مرحلة متميزة ذات تفاعل مع المجتمع في المملكة العربية السعودية، وذات تمدد على مستوى العالم الإسلامي من خلال التفاعل في مثل هذه المؤتمرات.

ولابد لي أن أوضح هنا أن التنظيم كان مميزاً وراقياً سواء كان ذلك في الجلسات العلمية أو خارجها مما يسر للحضور كل وسائل الراحة، وقبل ذلك كله تلك الروح الطيبة التي تميز بها كل الذين عملوا في التنظيم والإعداد والذين جعلوا من راحة المشاركين والحضور هدفهم الرئيسي، يقودهم معالي مدير الجامعة نفسه الدكتور محمد العقلا الذي يدرك كل من شارك وحضر المؤتمر مدى حرصه ومتابعته الدقيقة وإشرافه المباشر على كل صغيرة وكبيرة، ومبلغ اهتمامه على توفير الراحة للجميع وإشعارهم بالمودة الصادقة، وقد انعكس بشكل جلي روح تعامله على جميع الذين عملوا معه في ذلك المؤتمر من أفراد الجامعة وغيرهم.

وفي الحلقة القادمة سوف أتحدث عن المؤتمر بشيء من التفصيل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد