أنا أعرف وأنتم تعرفون والكل يعرف، بل العالم بأجمعه يعرف أن بلادنا الطاهرة هذه هي التي خصها رب العزة - جلت قدرته - ودون غيرها من سائر البلدان، بأن تكون مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومرقد آخر الأنبياء وخير البرية جمعاء، ونعني بذلك رسولنا الكريم محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - الذي نشر نور الهدى في كل بقاع الكون. وكذلك نعرف أن بلادنا هذه هي التي تحوي دون سواها أطهر بقعتين على الكرة الأرضية ونعني بذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك نعرف والعالم أجمع يعرف أن سكان هذا الوطن المضيء هم أحفاد الصحابة - رضوان الله عليهم - وأحفاد التابعين وسلالة الفاتحين وموئل الإسلام العظيم، وكذلك نحن نعرف والعالم يعرف أننا - ولله الحمد - البلد الوحيد في العالم الذي أقيم فيه بين كل بيت أو بيتين مسجد أو جامع أو مصلى، وفي كل جامع ولربما مسجد يوجد هنالك حلقات لتحفيظ القرآن، وأنه يوجد في كل بيت بل في كل غرفة في بيت نسخة من القرآن الكريم، بل نكاد نجزم أيضاً أنه في كل أسرة في كل بيت هنالك شخص أو أكثر من حفظة كتاب الله عن ظهر قلب، لذا فإنه بمقدورنا أن نقول وبكل فخر إننا الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق الشريعة وتحكم بالقرآن وتتخذ الإسلام دستوراً لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه.
ونحن نعرف أن مثل هذه الأرض ومثل هذا الشعب محروسان - بإذن الله - من شر ما خلق، وأن هذا الدين هو من أشد الأديان السماوية التي تقاوم المشعوذين والسحرة والدجالين، بل إن هذا الدين الحنيف هو من أقسى الأديان وأشدها عقوبة على هؤلاء الأفاقين، وانه من المفترض أن يكون سكان هذا الوطن هم أكثر شعوب الأرض إيمانا ومقاومة للخزعبلات؛ لذا ومن هنا فإن المرء يتساءل بدهشة مذهلة لماذا يتكاثر في بلادنا السحرة المشعوذون؟ ولماذا تحمل لنا الصحف اليومية أخبارهم (المضحكة - المبكية) وبشكل دائم؟ أرجو أن يجيبنا المشايخ الفضلاء وعلماء النفس النابهون وأرجو أن نجيب لأنفسنا عن هذا السؤال؟