موضوعات البيئة والمناخ لعلها أكثر مساساً بحياة الإنسان، لذلك هي محور حديثه، وترقبه، ومتابعته، والإحساس بها، ومنذ خلق الله الخلق، كيَّفهم تعالى مع البيئة، فمنحهم اللون، والشكل، والقدرات المناسبة لبيئاتهم، فمتسلقو الجبال في البيئات الجبلية, لهم خصائصهم، تماماً كما البحريِّين, لهم انسياباتهم الشكلية مع الماء، كما امتداد الصحراء, ينعكس في قدرات الصحرائيين خيالاً، وأفكاراً،..
فالمبدعون في الأرض هم أبناء الأرض، يشكلون منجزاتهم وإبداعهم، كما هيئت لهم بيئاتهم، وكما خلقوا متناسقين معها، حتى أشكال أرواحهم وطيوفها ترفرف في آماد بيئاتهم بما ترتشفها منها، وبما تنثره فيها، في تبادلية تتناسق، وتتشكل في إتلاف لا تنافر فيه..، مثل هذا التآلف ما يولد الحنين للبيئة، ويكون العلاقة الوطيدة بحجارها وترابها ومائها وشمسها وسمائها، وإن كانت الشمس هي الشمس, والقمر هو القمر, يطلان في تعاقب الليل والنهار, على الإنسان أنى كان، وكيفما كان، وحيثما كان، لكنهما يكتسبان خصوصيتهما من حيث موقع الإنسان هذا.
لذا فإن ما أصاب البيئات، ولوث المناخات، وأقلق الإنسان لحري بهذا الإنسان أن يجعله ضمن أوليات اهتمامه، وأولويات كفاحه، ليحفظ ما بقى له من سلامة بيئته، ومناخ منجزه.