يتنافس الأشقاء من حولنا على مناصب قيادية في الاتحادين الآسيوي والدولي، وعلى استضافة أكبر وأقوى الدورات والبطولات القارية والعالمية للأندية والمنتخبات وفي جميع الألعاب، وعلى استثمار واحتكار وشراء حقوق النقل التلفزيوني لمنافساتنا المحلية، على استقطاب أبناء الوطن من المذيعين والمعلقين والمحللين، على استغلال الملايين من جماهيرنا، هذه وغيرها تجري وتتسارع بالقرب منا في الوقت الذي لا نملك فيه سوى القيام بدور المتابع والمنبهر والمعلق على ما يدور وكأن الأمر لا يعنينا أو أن الوطن الحاضر بقوة في سائر المحافل الدولية السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية لا يستحق أن يكون صانعاً للحدث في المقدمة وفي القمة وفي صميم ما يدور ويقرر في الشأن الرياضي الآسيوي والدولي..
قياسا بحجم وقيمة وتأثير المملكة وبإمكاناتها المادية والبشرية وبدلاً من أن نسوق لهذا ونصوت لذاك وندعم آخر ونتابع بإعجاب بطولة عالمية تقام هناك أو ننفق من جيوبنا والى خارج بلادنا مليارات الريالات لتلك القناة لماذا لا تكون هذه كلها أو معظمها من نصيبنا؟ أين نحن من مواقع النفوذ واتخاذ القرار في اللجان والاتحادات الدولية، بل ما الذي يمنع من أن يكون المرشح لانتخابات رئيس الاتحاد الدولي وقبله الآسيوي سعوديا؟ لماذا لا توجد لدينا ملاعب وقنوات تلفزيونية تنافس مثيلاتها في قطر ولا نقول في أوروبا وكوريا واليابان؟!
هزيلة قبل المهزلة
بعد تسمية الفرق المشاركة في بطولة الأندية الخليجية الأخيرة والتي تضم فريق صور العماني الهابط لدوري الدرجة الثانية وأخرى أعلنت مشاركتها في الصف الثاني أو تحتل مركزا في وسط أو مؤخرة ترتيب الدوري لدول الخليج، واستنادا على ما حدث في البطولة نفسها في سنوات سابقة ومحدودية الاهتمام بها رسميا وجماهيريا وإعلاميا كتبت هنا قبل شهور عن ضرورة إعادة النظر في تنظيمها وهيكلتها وضبط لوائحها والتأكد من مردودها وجدوى استمرارها طالما أن المشاركين بهذا المستوى، وعلى اعتبار أن الاتحادات الخليجية تصنفها ضمن البطولات الهامشية بدليل اختيارها لممثلين لا يوجد بينهم بطل أو وصيف للدوري أو الكأس..
الآن وبعد أزمة الوصل، وبعد 25 عاما من انطلاقتها اكتشف البعض فوضوية البطولة وسوء تنظيمها وأنها غير جديرة بالمتابعة والاهتمام، الأمر الذي أنتج مؤخرا مطالبات واسعة بالانسحاب منها وعدم المشاركة فيها في حالة تثبيت النتيجة لمصلحة الوصل وليس من أجل مستقبل الكرة السعودية ولفائدة مسابقاتها المحلية وأسلوب برمجتها أو لتلافي التداخل والتأجيل لمبارياتها كما رأينا في موسمنا الحالي بسبب مشاركة النصر والاتفاق.. وهذه إشكالية الكثير من الرؤى العاطفية المبنية على انفعالات وقتية أكثر من كونها موضوعية تعتمد على معايير وقياسات مقنعة تبرر قرار الانسحاب من عدمه، أي لو انتهت المباراة بتأهل النصر للمباراة النهائية بالرغم مما حدث فهل سيتجرأ أحد ويقلل من شأن البطولة أو يطالب بالانسحاب منها أو حتى تسجيل موقف ضدها أو ضد نادي الوصل وملعبه وجماهيره؟!..
بيوتكم من زجاج
من يقرأ ويسمع ما قيل عن حادثة «زعبيل» سيظن أن صحفنا وقنواتنا وملاعبنا ومدرجاتها لم تشهد من الكلام المهين الجارح والاعتداء المشين السافر ما هو أقسى وأسوأ وأبشع..
لا أحد عاقل يدافع أو يؤيد المعركة الوصلاوية المخجلة الدامية لكن في الوقت نفسه لا يجوز أن نتجاهل وننسى استمرار إلى ما قبل أسبوعين هتافات جماهير بعض الأندية المسيئة ضد مهاجم وهداف ونجم الهلال والمنتخب ياسر القحطاني، والتصريحات المؤذية وغير اللائقة للرؤساء وأعضاء الشرف، والكذب والتجني والافتراءات والمغالطات والأحقاد لأقلام لا تراعي الأمانة والآداب العامة ولا تهتم بواجبات المهنة.. لذلك وبمثل حماسكم وانتقادكم لتصرف جمهور الوصل عليكم أن تتعاملوا بالمثل ولو بقليل من اللوم ضد ما يصدر بالقرب منكم ويتردد دوماً على مسامعكم.
بين ما قالوه وأصدروه من بيانات ضد الهلال في قضايا غير معنيين بها وبين الموقف الوطني والحضاري للأميرين عبدالله وعبد الرحمن بن مساعد دعما للنصر ودفاعا عن حقوقه بعد مباراة الوصل يتضح الفارق الكبير في الثقافة والوعي والفكر والعقليات..
كيف يطالب النصراويون الآخرون بحفظ حقوقهم في الوقت الذي اختفى فيه صوتهم الرسمي ولم يصدر أي تصريح يوضح للجماهير النصراوية وللرأي العام حقيقة ما جرى إلا بعد المباراة بأربعة أيام؟!
إذا كانوا شتموا وهددوا وتوعدوا واتهموا فيصل أبو اثنين بالحقد الدفين وعدم الوطنية بمجرد أن قال رأيه دون تجني وتحدث بحيادية تجاه تصرف بعينه في مباراة زعبيل فماذا سيكون موقفهم فيما لو تعرض ناديهم لقليل مما يبثه برنامج في قناة غير في سعودية تفرغ بكامل طاقمه وظل أسبوعيا وعلى مدى عامين يغالط الحقائق والوقائع ويحارب ويعادي الهلال بتعصب أعمى وافتراء فاضح؟!
جماهير تعاونية بهذا الحجم الذي اكتسحت فيه معظم الملاعب وكان آخرها ملعب الفيصلي من الظلم لنا ولها وللكرة السعودية ألا نجدها في مدرجات زين ولا نرى فريقها في معية الكبار.