فيما سكتت آلات الحفر والرافعات من حولنا في دول المنطقة تتصاعد أعمال البناء والإعمار في مدن المملكة التي تحولت إلى ورش بناء يتواصل فيها العمل ليل نهار، في تأكيد عملي على متانة اقتصاد المملكة، وعلى أن التخطيط الذي انتهجته القيادة تخطيطاً سليماً بُني على رؤية مستقبلية أخذت في اعتباراتها التحوُّلات والمتغيرات التي استقرأها واضعو الخطط الإنمائية التي يجري تنفيذها على أرض المملكة في سلاسة وتدرُّج وبأسلوب تراكمي.
ما نشهده في الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وحاضرة الدمام هذه الأيام يدل على ذلك؛ فالبناء يجري من أجل إنجاز مشاريع كبرى تمثل إنجازاً استراتيجياً، وليس من أجل تحقيق أرقام قياسية في علو الأبراج، بل هو أوعية لمؤسسات علمية واقتصادية وطبية وأكاديمية كبرى، تخدم التنمية العلمية المستديمة للوطن.
فالتوسع واستكمال الصروح الأكاديمية لجامعات الملك سعود والأميرة نورة بنت عبدالرحمن والإمام محمد بن سعود في الرياض، وإنشاء الصرح الأكاديمي العلمي لجامعة الملك عبدالله للعلوم (كوست) في جدة، ومباني الجامعات الأخرى في المدن السعودية الأخرى، يعني توفير بيئة أكاديمية تساعد الطالب والباحث السعودي على تحقيق ذاته والوصول إلى مستوى علمي وفكري يبز به الآخرين.
أما الإنشاءات الأخرى فتحقق إضافة تراكمية واقتصادية ضرورية؛ حيث لا بد أن يسهم إنجازها في اكتمال الخدمات الضرورية للبناء التنموي للوطن كالمجمع الاقتصادي الكبير المتمثل في مركز الملك عبدالله المالي في الرياض، الذي سيضيف فضاءات رحبة لوحدات تنموية اقتصادية وفكرية وترفيهية أصبحت ضرورية وملحة لتسريع تقدُّم الوطن.
وهكذا ترافق عجلة البناء وعملية العمار ما يشهده الوطن من حراك ثقافي وفكري في انسجام وتكامل يؤكدان حُسن التخطيط والنظرة المستقبلية لتقدم الوطن.
***
