إنه لشيء يندى له الجبين أن نملأ فضائيات الخليج بغثاء تعصبنا وتزمتنا وكأن كرة القدم هي أول وآخر همنا.. بينما نحن أمة خُلقنا لنعمر أرض الله بكل ما هو نافع بعيدا عن الإسفاف وتجريح الآخرين.. فمن المعيب حقا إشغال فضاء القنوات الخليجية بصراخنا وتعصبنا وضيق أفقنا.. رغم أن هناك من معدي ومقدمي تلك القنوات من يريد التسويق لقناته مستغلا حالة البلادة والبطالة الصريحة والمقنعة التي يرفل فيها بعض الجماهير وبعض أعضاء شرف الأندية.
ما أحوجنا لنشر قيم التسامح والسلام في الأوساط الرياضية.. بدلا من نشر لغة إقصاء الآخر.. وغرس التعصب وإيقاد جذوته.. والتهالك على التأليب ضد الآخر.. حتى ولو كانوا غير سعوديين من الأشقاء من الخليج أو حتى من غير الخليج.
ذلك البرنامج الخليجي لا أشاهده إلا وهو ينتقص من عمل القيادة الرياضية.. أو مهاجمة الصحيفة الكبرى.. أو النيل من أكبر أندية الوطن.. رغم أن مقدمه أصبح له نفوذ متزايد في أخص خصوصياتنا.. وما على أولئك الإمعات سوى التسابق على كسب رضا (المعزب).. الذي أصبح التسلط لديه طاغيا على أولئك الذين سلموه كل شيء.. نعم سلموه كل شيء بكل أسف.
أتمنى ألا نرتمي أكثر مما ينبغي على تلك القنوات.. بتأجيج المجتمع من خلالها بمواضيع لا تعود على أحد بخير.. فمن المعيب حقا استغلال قنوات الجيران لكشف مزيد من تعصبنا وضيق أفق البعض منا.. فلا مروءة لمن ارتهن للآخرين ليرسموا له طريقا متعرجا.. وهم في دواخل نفوسهم يصيبهم العجب المضحك علينا وعلى ما وصلنا إليه من تزمت كروي لا يقبله عقل عاقل.. وخير دليل تلك الاتصالات المتأزمة والموتورة التي يشفق الجميع على تخلفها وحماقتها.
هذا، وأجزم يقينا بأن الأندية الجماهيرية لا يضيرها ترتيب جماهيريتها.. ولا تحتاج لمن يؤكد أو ينفي ترتيب جماهيريتها.. بقدر حاجتها الماسة إلى نبذ هذا التعصب المقيت الذي يطفو على السطح عند أبسط الأمور.. فماذا يعود على الوسط الوطني والرياضي.. من ذلك الزخم الجماهيري .. والكثرة العددية التي ليس لها من مردود إيجابي.. اللهم بقدر فعالية تلك الجماهير في تفعيل أطر النادي وتأسيس المعنى التربوي والأخلاقي والديني لمفهوم النادي الذي يقدم فعاليته وبرامجه لمجتمعه ووطنه.. كبلد يحتضن الإسلام والبيت الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فحري بنا التحلي بالخلق الإسلامي الذي يتفق مع المثل العليا للرياضة.. في جميع انتماءاتنا وممارساتنا الرياضية.. مما يعكس حضارة هذه البلاد.
هذا، وقد عرف الجميع وفهم الجميع من هو صاحب الجماهيرية الأولى .. فقد قضي الأمر الذي فيه يستفتون.. فمن الجهل والجاهلية الانشغال بالتكاثر والكثرة الكاذبة.. فما أهلك أقواما من قبلنا سوى الانشغال بالكثرة والتكاثر.. وحملوا أوزارها.. فأين هم الآن؟!! فقد ذهبوا إلى حيث لا ينفع مال ولا بنون.. إلا من أتى الله بقلب سليم.. والله المستعان.
نبضات !!
الزميل الأستاذ علي الزهراني ألَّف كتابا عن نادي القرن.. وهذا ديدن الكتّاب الكبار.. من إنصاف للآخرين وعدم التقوقع على الذات.. ولا شك أن أبا نواف أحدهم.. ونفخر به ونفتخر به.. إلا أنه لم يسلم من الغمز واللمز.. لذا أؤكد أن الأستاذ علي قد تسلم شيكا مقابل كتابه.. يحمل تقدير المجتمع الرياضي له.. ومن أراد اتهامه بقبض مبلغ مالي على ذلك الكتاب فأقول: ليس علي هو الذي يقبض مقابل ما يكتب.. ثم إن الهلال والهلاليين (يا دوب) يدبرون أمور ناديهم المالية.. ولقد قالها الصديق الحبيب الأمير عبدالله بن مساعد بأنهم جالسون (يطرون).. أعود وأؤكد أن أبا نواف رجل ذو قيم ومبادئ، أراد إنصاف ناد سعودي في حق له ما زال هناك من يغمطه عليه ويطمح إلى وأده!! هذه كل الحكاية!!
وعدت القارئ النصراوي سعد السالم بأن أنشر رأيه حيث يقول الآتي: «الشعبية الأولى للهلال بنسبة 35 % بعده النصر 30 % بعده الاتحاد 15 % فالأهلي 10 % و10 % لباقي الأندية، ولك التحية»!!
أخي القارئ عبدالرحمن الصالح من بريدة.. قد أقنعني بالحجة والبرهان والصورة.. بأن نادي التعاون من بريدة ناد جماهيري.. وهو في مقدمة أندية المناطق.. وقد يسبق كلا من هجر ونجران والحزم والرائد في جماهيريته.. والحقيقة أنني اقتنعت بجماهيرية الفريق الأصفر والأزرق.. سائلا الله تعالى أن أراه في دوري زين.. علما بأني قد شاهدته يلعب نهائيا مع النصر؛ ما يدل على عراقته.
لكل من همز ولمز بعد موضوع الإحصائية.. أقول وبوضوح: بل أقسم بالله بأن مدير التحرير الأستاذ محمد العبدي مدير التحرير للشؤون الرياضية.. سبق أن قال وما زال يقول لي: اكتب عن الأهلي خاصة وعن الشأن الرياضي عامة!!. يا إخوان، هداكم الله، نحن كتّاب محترفون ومعنا زملاء نصراويون.. ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقال لهم اكتبوا كذا أو لا تكتبوا كذا.. أرجو إقفال هذا الباب الذي يحاولون من خلاله تعكير جونا الصحي الذي نعمل فيه!!
الفريق المؤهَّل لنيل شرف السلام على خادم الحرمين الشريفين والحصول على كأس البطولة هو الاتحاد.. الذي يعيش انتفاضة وثورة حقيقية على الذات.. مما فجرت طاقات كامنة في لاعبيه وعلى رأسهم المذهل سعود كريري.. وبعودة الروح الاتحادية تجعله - في نظري - هو المرشح الأوحد لنيل كأس خادم الحرمين الشريفين.. والله تعالى أعلم!!
نبيضة:
قال شكسبير: «الطموح يحمل على تفضيل الهزيمة على النصر الذي يلطّخ سمعة الزعيم»... لغز وحلّوه!!