لم ولن يكون مساء يوم الأحد الثاني عشر من شهر ربيع الثاني الحالي يوما عاديا, ولن يعبر ذاكرتي كغيره من الأيام بل سيضاف إلى يومين مهمين جدا حظيت فيهما بالالتقاء بخادم الحرمين الشريفين مع مجموعة مختارة من نساء الوطن.
غير أن يوم الأحد الثاني عشر من ربيع الثاني الحالي والذي شاركت فيه بإدارة الحوار المفتوح الذي دار بين سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز يحفظه الله وبين الحاضرين والحاضرات لحفل افتتاح مؤتمر محاربة التطرف والإرهاب والذي نظمته باقتدار الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في يوم يمثل منعطفا اعتباريا للمرأة السعودية حيث تحضر وتستمع لحديث سمو الأمير نايف وتسأله وتنتظر إجابته وتشارك بأوراق عمل ومداخلات واستفسارات تماما مثلما هو حق لإخوانها الرجال في القاعة المجاورة، ذلك يحمل إشارات ودلالات مهمة جدا تبهج كل مواطنة.
كما أن مشاركتي تلك تعني لي الكثير فقد كنت ومازلت حريصة على متابعة أحاديث سمو الأمير نايف كونها تحمل مضامين واستراتيجيات مستقبلية عن سياسة الدولة وتطلعاتها، كما أن حواراته -حفظه الله- دائما تحمل إشارات مهمة تبدو عامة لكنها تعني وتشير لمن يجيد تحليلها فهي تعالج اتجاهات وتحمل نبوءات حول قضايا مهمة، هذا دفعني قبل خمس سنوات لأن أكتب مقالا في هذه الزاوية بعنوان «اجعل لنا يوما» تحدثت فيه عن رغبة الكاتبات بالالتقاء بسمو الأمير والاستماع إلى توجيهاته أسوة بزملائنا الكتاب الذين كان يلتقي فيهم سموه حيث يتولى -حفظه الله- رئاسة المجلس الأعلى للإعلام يتبادلون فيه الحديث عن هموم الإعلام وقضايا الوطن والشأن العام، وكنت أطمح بأن نحظى نحن النساء بمثل ما يحظى به أشقاؤنا الرجال، فنالني بعد هذا المطلب أذى كثير تبارى فيه خفافيش الإنترنت بالتطاول، إلا أن الله سبحانه يشاء أن يتحقق لي هذا الشرف في المدينة المنورة وفي رحاب الجامعة الإسلامية التي صدقا لا تغيب عنها الشمس وكيف تغيب الشمس عنها وقد أشرقت واستبشرت بقيادة رجل فذ مخلص لا ينتهي من إنجاز إلا ليستعد لآخر، بهدوء الواثقين ودماثة خلق الجادين، وبعيدا عن الغارات الإعلامية المنظمة، لاشك أن الشمس لا تغيب عن أي منشأة إسلامية يقودها مثل معالي الدكتور محمد العقلا الذي بشر بافتتاح أقسام للطالبات في الجامعة الإسلامية وتمكن من جمع المختلفين فكراً وطيفاً ليتفقوا على أن سلام وأمن الوطن هو حق للأجيال ولا يمكن التنازل عنه.
fatemh2007@hotmail.com