|
أجل، نحنُ الحجازُ ونحنُ نجدُ |
هنا مجدٌ لنا، وهناكَ مجدُ |
ونحنُ جزيرة العرب افتداها |
ويفديها غطارفة وأُسدُ |
ونحنُ شمالنا كبرٌ أشمُّ |
ونحنُ جنوبنا كبرٌ أشدُّ |
يحق لنا في كل يوم أن نتساءل عن مدى حبنا لوطننا «المملكة العربية السعودية» وما هي الأسباب التي تجعل الإنسان محباً لوطنه ويفخر بانتمائه له؟
|
وهل توجد علاقة بين الاقتصاد والوطنية؟ وماذا عن الشعر والأدب واستذكار تاريخ الأرض ودوره في تعزيز الانتماء الوطني؟
|
ولنستذكر سوياً بعضاً من قصيدة «أنا من هالأرض» لبدر بن عبدالمحسن:
|
أنا من هالأرض.. أمي الصحراء.. احتضنتني رمالها
|
وارتويت بطُهرها.. أطعمَتني تَمرها.. وفرِشت لي ظلالها
|
أنا من هالأرض اللي مال عيالها.. غيرها أرض
|
عاشقٍ هالرمل.. من خلقني الله.. لين أموت
|
عاشقٍ جرد الروابي.. والفيافي والخبوت
|
عاشقٍ طين البيوت.. وفتلة خيوط الوبر
|
عاشقٍ مافي البشوت.. من عطا وطيب وفخر.
|
ولنتأمل في تجارب الآخرين في كيفية غرس حب الوطن، خصوصاً فيما يخص تاريخ الأرض والإنسان، فمثلاً ترويج إخواننا المصريين لتاريخ الفراعنة وهل السبب في ذلك يعود لاجتذاب السياح فقط؟ أم أن السبب الأهم هو أن يشعر الشعب المصري بأن له تاريخاً يعود لأكثر من سبعة آلاف عام، وكذلك السوريون عندما يسمون دمشق عاصمة الأمويين ووسام بني أمية الذي يعتبر أعلى وسام لديهم وقد مُنح لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في آخر زيارة له لدمشق.
|
وماذا عن أرضنا نحن وكم يعود تاريخها؟ هل يعود إلى 1400 عام منذ عصر رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم؟ أم يعود إلى تاريخ إبراهيم عليه السلام الذي بنى الكعبة المشرفة في مكة؟ أم يعود إلى تاريخ بدء الحياة الإنسانية في هذا الكوكب «الكرة الأرضية» وتاريخ بدء الحضارة منذ آدم عليه السلام عندما نزل إلى الأرض وتعارف هو وحواء في «عرفات» بمكة؟
|
وبعد ذلك، يحق لنا أن نُعيد النظر في مشاريعنا الاقتصادية والإعلامية والترفيهية؛ فمثلاً المهرجانات السياحية التي تفتقد للربط بتاريخنا العظيم، وكذلك استثماراتنا التلفزيونية والكرتونية ومنتجات وألعاب الأطفال وافتقارها إلى عنترة بدلاً من زورو والشعراء الفرسان وحاتم بدلاً من روبن هود أو شكسبير، ومالك والشافعي وغيرهما بدلاً من نيوتن وآينشتاين، فضلاً عن الكثير مما لدينا من الكنوز التي لا تمتلكها هوليود وديزني، والسؤال الأهم هو: كيف نوظفها؟ وكيف لنا أن نتعلم منهم لنُفيد اقتصادنا وتاريخنا ووطننا الغالي؟..
|
وإني لأظن أن الهيئة العامة للسياحة والآثار لقادرة على الكثير مما نطمح إليه فيما يتعلق بالسياحة والتراث، خصوصاً إذا اهتمت بالجوانب التسويقية المبنية على لغة المميزات والربحية والربط بالتاريخ من خلال التشويق والمتعة أو ما يسمى ب»التعليم بالترفيه»، وكذلك وزارة الثقافة والإعلام؛ فالقطاع الخاص قادرٌ على تحقيق طموحاتنا لو قدمت له المحفزات والامتيازات ليبني مشاريعه السياحية أو التعليمية أو الترفيهية وفق منظومة وطنية ترتكز لتاريخ الأرض بالتمازج مع تاريخ الحضارة الإسلامية ضمن إطار وطني سعودي يرسخ صورة «صقر الجزيرة» لتكون مشاريع اقتصادية تُبنى على العلم والإبداع والتميز لنضمن لها النجاح في خدمة الاقتصاد والتاريخ والوطن.
|
|
قالوا: البيت الحرام.. قلت: أرضي
|
قالوا: الشرع الإمام.. قلت: أرضي
|
قالوا: الحب السلام.. قلت: أرضي
|
قالوا: في مدحك نزود.. قلت: يفداها الحسود
|
ما على هالأرض.. أرضٍ مثل أرضي
|
|