لا يوجد إنسان فلسطيني في الأراضي العربية المحتلة بمنجى عن إيذاء وتسلط الإسرائيليين، جنود احتلال ومستوطنين وحتى الإسرائيليين، العاديين الذين يتعاملون بفوقية مع الفلسطينيين وكأنهم سادة الأرض التي سلبوها من أهلها الأصليين ويعاملونهم كخدم.
لا أحد بمنجى عن تسلط الإسرائيليين، والصحفيون الفلسطينيون مكون مهم من الشعب والمجتمع الفلسطيني ينالون كل يوم نصيبهم من الإيذاء والتسلط الإسرائيلي إلا أن شهر آذار (مارس) الماضي شهد تصعيداً إرهابياً ضد الصحافيين الفلسطينيين وخصوصاً في مدينة القدس المحتلة إذ تعرض الصحافيون فيه لاستهداف مباشر من قبل جنود الاحتلال وإعاقة عملهم الصحفي.
وقد لاحق الجنود الصحافيين أثناء تغطيتهم لأحداث المواجهات التي وقعت في مدينة القدس ومحيط الأقصى ومسيرات ضد الجدار في يوم المرأة ويوم الأرض الفلسطيني مما تسبب في إصابة عدد منهم برصاص حي ومطاطي.
ولا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة تحظر على الصحفيين دخول المسجد الأقصى المبارك، وتغطية أحداثه والفعاليات الدينية بشكل كامل.
وفي اعتداء احتلالي آخر قامت إدارة مصلحة السجون بحجب فضائية mbc عن الأسرى في سجن النقب الصحراوي، والذي يقبع فيه أكثر من 1900 أسير.
وخلال آذار أيضاً سجلت اعتداءات على الصحافيين والحريات العامة من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، في حين واصلت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية اعتقال عدد من الصحافيين.
وقد شهد الشهر الماضي إحدى وعشرين حادثة على الصحفيين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، تضمنت عدداً من الاعتداءات المباشرة والضرب والاحتجاز والاعتقال واقتحام منازل الصحفيين ومصادرة أجهزة التصوير، والتحقيق مع العشرات من الصحفيين.
كل هذه الجرائم والتجاوزات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومياً ضد الصحفيين الفلسطينيين ولاتزال منظمات الصحفيين الدولية والإقليمية صامتة عما يجري وكأن فلسطين غير موجودة على الأرض، بل في كوكب آخر.
(مراسلون بلا حدود) التي تنبش كل ما يجري في الدول العربية لا يرى ممثلوها ومندوبوها ما يجري في فلسطين المحتلة، وكأن ما يقوم به الإسرائيليون مجاز شرعياً رغم الخرق الصارخ للقانون والسلوك الإنساني.
وهذا ما يتطلب من المنظمات والنقابات المهنية الصحفية من المنظمات الدولية الضغط، بل والتشهير بعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بل وحتى السلطة الوطنية الفلسطينية والأجهزة الأمنية في قطاع غزة لإطلاق سراح الصحافيين المعتقلين لديها وحمايتهم وعدم اعتقالهم وتأمين الحصانة لجميع الصحفيين.
jaser@al-jazirah.com.sa