بغض النظر عن أحداث (زعيبل) فقد مُني النصر بخسارة (مذلة) لا يمكن أن يكون شغب بعض (المراهقين) سببًا رئيسًا فيها، ولا يمكن أن يكون الخوف قد (دبّ) في نفوس اللاعبين من جرّاء دخول عدد من الجماهير (المُستفزَّة) كما راح يزعم من يحاول إيجاد تبرير ل(سقوط) النصر في موقعة (زعيبل)؛ فمشكلة فريق النصر الأزلية في أنه فريق (مُبتلى)، ونسأل الله أن يرفع عنه بلواه التي ستُبطِّئ من عجلة تطوير هذا الفريق الذي يسعى رئيسه بكل ما أوتي من (قوة) ومال إلى أن يعيد النصر للواجهة من جديد. فلو قرأنا ما حدث بعد مباراة الإياب بعد الانتصار العريض للفريق النصراوي غير المقنع على مستوى الأداء، دخل الإعلام النصراوي في نقاش محاولا قلب الوقائع والتشكيك في استفتاء (زغبي)؛ فرأوا أن الحضور الجيد للجمهور النصراوي فرصة للتشكيك يجب انتهازها، فهم لن يضمنوا أن يحضر الجمهور بهذه الكثافة، ولن يضمنوا دخوله مجانًا مرة أخرى ؛ فكان الفريق ضحية لهذا الإعلام (الجاني) على الفريق، ففقد اللاعبون التركيز، بل إن عدم مناقشة الأداء الضعيف في مباراة الإياب قد أوحى للاعبين أن أداءهم كان رائعًا؛ فدخلوا موقعة (زعيبل) بثقة مفرطة؛ فكانت الصدمة حاضرة؛ فلم يكن للاعبي النصر حول ولا قوة، وعلى نفسها جنت براقش!
عود على شغب
كان منظر (مراهقي) مشجعي الوصل مقززًا وهم يقفزون سياج المدرجات (القصير) متجهين صوب أخصائي العلاج الطبيعي، وضربه بطريقة (همجية). فقد أخفق الأمن (الإماراتي) في التعامل مع هؤلاء المراهقين، وذلك بإعادتهم للمدرجات، وكأنهم يبحثون عن (التستر) على الجناة في مخالفة لكل معاني الإنسانية، وحينها تذكرت رجال أمننا (البواسل) وهم ينهالون ضربًا على بعض المشجعين (السعوديين) الذين يقتحمون الملعب و(ياخذون كم لفة) بغرض (التحدي) أو (لفت الانتباه) دون قصد الإيذاء، ثم سحبهم لغرف خاصة ثم تحويلهم للمحاكم تمهيدا لجلدهم! فكلنا أمل بأن تحفظ كرامة أنديتنا عندما تمثلنا خارجيًا؛ فقد تكرر الاعتداء عليها في أكثر من محفل؛ فيكفي أن نعلم أن الأهلي قرر عدم اللعب في (الجزائر) والانسحاب من البطولات العربية، وها هو النصر يدرس عدم اللعب مرة أخرى في بطولة الخليج، فهل من قرار يعيد هيبة الأندية السعودية؟!!
ماذا لو؟
- ماذا لو أخرج الهلال بيانًا يشيد فيه بالعلاقة بينه وبين الوصل - في هذا التوقيت بالذات - ويثني على أخلاقية الجماهير الوصلاوية، والإماراتية بشكل عام؟
- وماذا لو اتصل عضو شرف هلالي وتدخل فيما لا يعنيه، وطالب بإيقاع أشد العقوبة على لاعب النصر (سعد الحارثي) الذي (ضرب) أحد جماهير الوصل في محاولة دفاعه عن أخصائي العلاج الطبيعي؟
- وماذا لو اتصل صحفي هلالي و(شتم) لاعبًا نصراويّا وهو يحلل في إحدى القنوات الخليجية، عبّر عن وجهة نظر خاصة وفق تحليل يرى منطقيته؟
للأسف حصل كل ذلك ولكن (بالمقلوب)!!
التلاعب بمفردة الوطنية
النصراويون يرون أن قضيتهم مع الوصل هي قضية وطنية، ويرون أن من يبدي وجهة نظره، ويرى مثلا أن (أخصائي) العلاج الطبيعي وبشهادة الشهود قد ارتكب (حمقًا) لا يغتفر، بإشاراته للجماهير الوصلاوية بحركة لا أخلاقية أخرجتهم من طورهم - مع الاتفاق على خطأ ذلك الجمهور - أنه غير وطني وفي أقل الأحوال سيرمى بأنه (متعصب).. وأنا أسأل هؤلاء: هل يمكن للمواطنة والوطنية أن تتجزأ؟ فالهلال والنصر فريقان وطنيان، وما يمسهما يمس الوطن، فكيف إذن تغضون الطرف عن جمهوركم وهو يردد عبارات مشينة في حق قائد المنتخب ياسر القحطاني؟ بل وتصدرونها إلى خارج الوطن، وتتلقفها الجماهير (المريضة) في الخليج لترددها في كل مباراة للهلال يلعب فيها خارج أرضه، بل إنها رددتها حتى في مباراة لا ناقة للهلال فيها ولا جمل! ثم أين الوطنية وأنتم تشككون بكل إنجاز وطني للهلال على مستوى القارة؟ بل إن لقب (نادي القرن) أصبح قضية هذا الإعلام ومشجعيه، حتى وجد (غير السعوديين) من غير (النجباء) أن هؤلاء طريق سهل (بحماقتهم) للنيل من الكرة السعودية بالنيل من ممثلها وعنوانها الدائم نادي الهلال. ليعلم هؤلاء أن الوطنية ليست رداء يُلبس عند الحاجة ويُخلع عند انقضائها؛ فالوطنية قيمة ثابتة راسخة في نفوس أبناء هذا الوطن، لا يمكن كسرها، ولا حتى النَّيل منها، فالوطن والوطنية أرقى من هؤلاء الذين لا يعرفون من الوطنية إلا ما يخدم أهواءهم ومصالحهم، وعزاؤنا الوحيد أن هؤلاء مفضوحون ومعرفون، وشنشنتهم نعرفها من أخزم..
آخر حتى
ليسَ شيءٌ أضرَّ على الأممِ، وأسرعَ لسقوطِها من خِذلانِ أبنائِها للسانِها، وإقبالِهم على ألسنةِ أعدائِه.