قبل اكتمال إعلان نتائج الانتخابات العراقية، ظهر رئيس الحكومة العراقية الحالية الذي يرأس إحدى القوائم الانتخابية في مؤتمر صحفي محذراً من أن عدم الاستجابة لطلب قائمته بإعادة فرز نتائج الانتخابات التي كانت تشير إلى فوز القائمة العراقية المنافسة، سيؤدي إلى عودة العنف.
أُعلنت نتائج الانتخابات، وظلت القائمة العراقية في المقدمة، رغم أن المفوضية المستقلة للانتخابات، خضعت لطلب رئيس الحكومة وأعادت الفرز يدوياً، ومع هذا حافظت العراقية على صدارتها ولم يحصل نوري المالكي على مراده فظلت قائمته في المركز الثاني، وبعدها بدأت التفجيرات والعمليات الإرهابية، والتي حصدت عشرات الأرواح البريئة في القائم على الحدود مع سورية، وفي ديالى، وفي كربلاء، وأخيراً وليس آخراً ما حصل أمس في قرية البوصيفي التي تقطنها أغلبية من أهل السنة في حي الرشيد في العاصمة بغداد.
العملية الأخيرة اتصفت بوحشية وببشاعة أثارت الغضب والاستياء بين العراقيين من مختلف الطوائف والمكونات فالضحايا الذين قتلوا في هذه العملية تعرضوا للتصفية والقتل الانتقامي والكيدي بعد اقتحام مجموعة من المسلحين ضمت من 15 مسلحاً إلى عشرة ارتدوا الملابس العسكرية، لمنازل ثلاث عائلات مختلفة يعمل رجالها في الأجهزة الأمنية وجهاز الصحوة المساند للقوات المسلحة في حفظ الأمن، وبعد أن شدوا وثاق أيدي الضحايا قاموا بإطلاق النار عليهم بما فيهم سبع نسوة من أمهات رجال الصحوة.
هذه الجريمة البشعة، أعادت للأذهان عمليات القتل على الهوية التي تستهدف مكوناً مهماً من العراقيين بهدف إبعادهم عن العملية السياسية خصوصاً بعد أن حقق مرشحو هذا المكون نتائج طيبة ضمن القوائم الفائزة في الانتخابات الأخيرة.
* * *