لبيك يا رسول الله..
هكذا وبهذه العبارات خاطب الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدب جم، وجاءت الأحاديث الصحيحة لتؤكد هذا الخطاب، وسمو هذا الخطاب، وأدب هذا الخطاب، عندما كان يتحدث معهم،
أو يناديهم عليه الصلاة والسلام، أو يرشدهم فيتجهون إليه ويصغون إلى كلامه في أدب ويخفضون أصواتهم وتكون الإجابة لندائه أو دعوته: (لبيك وسعديك يا رسول الله).. (لبيك يا رسول الله).
ومن يراجع تلك المناسبات التي قال فيها الصحابة (لبيك يا رسول الله) يجد أنها قد وردت في أكثر من نص، فهذا بلال يجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سلّم عليه تحت شجرة فقال: (لبيك وسعديك نفسي فداك يا رسول الله)، وهذا معاذ بن جبل يجيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: (لبيك يا رسول الله وسعديك) ثلاث مرات.
وهذا كعب بن مالك عندما سمعه رسول الله صلى الله عليه وناداه: (يا كعب) فيقول: (لبيك يا رسول الله)..
وهذا أبو موسى الأشعري يقول: (لبيك يا رسول الله) عندما سمعه عليه الصلاة والسلام يردِّد (لا حول ولا قوة إلاّ بالله) ..
هذا لون من ألوان الأدب.. أدب الخطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوف ألقي خلال حديثي مزيداً من الضوء والتفصيل في مثل هذه القصص والمناسبات التي ردّ بها الصحابة في أدب جم وقالوا: (لبيك يا رسول الله)
وهؤلاء الأنصار في غزوة حنين عندما سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي يا معشر الأنصار فقالوا: (لبيك يا رسول الله وسعديك، لبيك نحن بين يديك) وكانوا يعبِّرون عن فدائهم بالآباء والأمهات.
وهذا سيدنا أبوبكر الصديق صاحبه في الغار وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للنبي: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله)، وهذه أم المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها تقول: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله).
ودعونا الآن نستعرض نماذج من ذلك الأدب العظيم في مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف كان الصحابة يوقِّرونه ويقدمونه على كل ما لديهم من نفس ومال وأهل وولد.
ومن ينظر في هذا الجانب، يجد أنّ المنطلق الأساسي هو أنّ لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة والإنسانية، مكانةً عاليةً عند ربه لا تعلو عليها مكانة، بل لا تدانيها مكانة حتى الملائكة المقرّبون، ويكفيه شرفاً أنّ اسمه يُذكر في أول ركن من أركان الإسلام بعد ذكر اسم الله تعالى، وأعني بذلك الشهادتين: (أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله)..
وسبحان الله الذي علّم الأمة الإسلامية في كتابه الكريم كيفية الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء هذا في الآيات الكثيرة في كتاب الله الكريم وأمر المسلمين جميعاً بتعظيمه صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإجلاله فقال تعالي: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) (سورة النور الآية 63) أي لا تنادوه باسمه: يا محمد، كما ينادي بعضكم بعضاً، بل اجعلوا نداءكم إياه بالتوقير والتقدير والتعظيم: يا نبي الله، ويا رسول الله.
ومن يقرأ الآية الكريمة في سورة الحجرات يشعر بعظيم هذا النداء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (سورة الحجرات آية: 1) وهو تأديب وتعليم للصحابة ولجميع المسلمين، والمعنى أن لا تسبقوه بالقول، ولا حتى بالحكم في أمر من الأمور، وإنما تأدبوا بالطاعة وسمو الخطاب وأدب الحديث.
ثم نرى بعد ذلك كيف أنّ الله سبحانه وتعالى ينبِّه الصحابة الى أدب الخطاب، بعدم رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لا يُحبط عملهم فيقول تبارك وتعالى: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ? (سورة الحجرات آية: 2) .
وتأتي الآية الأخرى لتوضح عظيم أمر هذا الأدب وخفض الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يعلمهم سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ?إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ? (سورة الحجرات آية: 3).
ودعونا الآن نلقي الضوء على نماذج من ذلك التوقير والحب والحرص على الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخوف من أي كلمة أو تصرف فيه أدنى شيء من إساءة أو سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه قصة ثابت بن قيس خطيب الأنصار - وكان جهير الصوت مرتفعه - لما أنزل الله قوله تعالى: ? َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ...? خاف أن يكون قد حبط عمله بسبب جهارة صوته، وأنه ربما رفعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون قصد. فلزم بيته وطلب من زوجته أن تغلق عليه باب غرفته حابساً نفسه فيها خوفاً ورهبة من وعيد الآية وأن يكون ممن حبط عمله بارتفاع صوته.
فقد أخرج الشيخان عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالساً في بيته منكساً رأسه، فقال له: ما شأنك؟ فقال شرٌّ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله، وهو من أهل النار، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: «أذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار، ولكنك من أهل الجنة».
ودعونا ننظر الى أدب سيدنا بلال رضي الله عنه، وكيف أجاب رسول الله حين دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي عبد الرحمن الفهري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، فلما ركدت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ظل شجرة، فقلت يا رسول الله قد حان الرواح فقال: (أجل، فنادى النبي صلى الله عليه وسلم: «يا بلال، يا بلال»، فقام بلال من تحت شجرة فأقبل كأن ظله ظل طير، فقال: لبيك وسعديك ونفسي فداؤك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أسرج فرسي»).
بمثل هذا الأدب الرائع كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطبونه، وهذا معاذ بن جبل رضي الله عنه كان رديفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الرحل فقال: (يا معاذ بن جبل؟ قال: لبيك يا رسول الله وسعديك. قال «يا معاذ» قال: لبيك يا رسول الله وسعديك - ثلاثاً - قال: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلاّ حرمه الله على النار).
وهذا كعب بن مالك يقاضي ابن أبي حدود ديناً في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى يا كعب؟ قال: لبيك يا رسول الله، قال: «ضع من دينك هذا» وأومأ إليه أي الشطر، قال: قد فعلت يا رسول الله، قال: «قم فاقضه».
أرأيت معي كيف تغيّرت حال كعب من انفعال المطالبة والغضب المرافق لها إلى حال الطاعة الراضية بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولم يجد في نفسه حاجة غير الرضى.
وهذا أبو موسى الأشعري قال: سمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول لا حول ولا قوة إلاّ بالله فقال لي: «يا عبد الله بن قيس» قلت: لبيك يا رسول الله. قال: «ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة» قلت: بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي قال: «لا حول ولا قوة إلاّ بالله».
وهاهم الأنصار جميعاً في غزوة حنين حين أدبر الناس فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الأنصار: قالوا: لبيك يا رسول الله وسعديك، لبيك نحن بين يديك».
وكذلك أبو هريرة يناديه الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هر!» فيجيب: لبيك يا رسول الله وسعديك.
وكذلك كان يفعل أبو ذر، وجابر بن عبد الله، وسيد الخزرج سعد بن عبادة ، بل وكل الصحابة رضي الله عنهم.
وهذا سيدنا أبوبكر رضي الله عنه في غزوة بدر حين بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ويدعوه حتى سقط رداؤه، فيقول سيدنا أبوبكر: «كفاك يا نبي الله بأبي أنت وأمي. مناشدتك ربك فإنه منجز ما وعدك».
وهذا سلمان الفارسي أثناء حفر الخندق يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فيبدأ خطابه بقوله: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد رأيت شيئاً ما رأيته قط».
وهاهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تبدأ سؤالها للنبي بقولها: بأبي أنت وأمي، إني سألتك عن حديث أخبرني أنت به. قال: «إن كان عندي منه علم». قالت: يا نبي الله، كيف يحشر الرجال؟ قال: «حفاة عراة».
وكذلك زوجة سيدنا حمزة بن عبد المطلب حين سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقالت: خرج بأبي أنت - آنفاً، عامداً نحوك.
بل إنّ أم عطية رضي الله عنها، لم تكن تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قالت: بأبي: أي أفديك بأبي يارسول الله.
وفي حديث أبي هريرة: قلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول فيه ؟ فقدم الأدب عند السؤال وتتمة الحديث قال: « أقول فيه اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد « .
كذلك نرى أم العلاء - إمرأة من الأنصار - تبدأ خطابها مع الرسول صلى الله عليه وسلم في قصة عثمان بن مظعون فتقول: بأبي أنت يا رسول الله.
وكلما تتبعنا أدب الصحابة في الخطاب نرى تعلّق قلوبهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبتهم له جعلتهم يفضلونه على آبائهم وأمهاتهم وعشائرهم بل وعلى أنفسهم، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنت أحب إليّ من كل شيء إلاّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن يا عمر».
ولعل من أروع القصص واكبرها دلالة على حب الصحابة لرسول الله وتفضيلهم أياه على كل شيء قصة زيد بن حارثة:
فقد ذكر ابن حجر وغيره أن سعدى أم زيد بن حارثة زارت قومها ومعها زيد فأغارت خيل لبني القين بن جسر في الجاهلية على أبيات بني معن (قوم سعدى) فاحتملوا زيداً وهو غلام يفعة (أي يافع)، فأتوا به في سوق عكاظ فعرضوه للبيع فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بأربعمائة درهم، فلما تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له.
وكان الناس من قبيلة كلب قد حجوا فرأوا زيداً فعرفهم وعرفوه وحملهم رسالة شعرية إلى أهله.
فانطلقوا وأعلموا أباه ووصفوا له موضعه. فخرج حارثة وأخوه كعب بفدائه، فقدما مكة فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل هو في المسجد فدخلا عليه فقالا: يا ابن عبد المطلب، يا سيد قومه أنتم أهل حرم الله تفكون العاني وتطعمون الأسير. جئناك في ولدنا عندك، فأمنن علينا وأحسن في فدائه، فإنا سنرفع لك، قال وما ذاك؟ قال: زيد بن حارثة. قال» «أو غير ذلك أدعوه فخيّروه، فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداء». قالوا زدتنا على النّصَف، فدعاه فقال: «هل تعرف هؤلاء؟» قال: نعم هذا أبي وهذا عمي، قال صلى الله عليه وسلم: «فأنا من قد علمت وقد رأيت صحبتي لك، فأخترني أو اخترهما؟ فقال: زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني بمكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية؟ وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي اختار عليه احداً، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، أخرجه إلى الحجر فقال: «أشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت أنفسهما وانصرفا، فدعي زيد بن محمد حتى جاء الله بالإسلام فأصبح يدعى زيد بن حارثة .
ولنمعن النظر في هذا الموقف العظيم من رجل يعيش في مجتمع قبلي يختار هذا الاختيار، يختار الرجل العظيم مفضلاً إياه على أبيه وأمه وعشيرته. وهذا الاختيار كان قبل الإسلام وزاد تعلّق زيد بالحبيب العظيم.
ولقد بلغ من توقير الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لم يكونوا يملئون عيونهم منه إجلالاً لقدره وتعظيماً ومهابة.
عن عمرو بن العاص قال: ما كان أحد أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه.
وقال البراء بن عازب: لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمر فأؤخره سنين من هيبته.
والتزم الصحابة رضوان الله عليهم الأدب معه حتى بعد وفاته فكانوا لا يرفعون أصواتهم في مسجده، وكذلك من أتي بعدهم من التابعين وتابعيهم.
ويستمر هذا الأدب إلى يومنا هذا بل إلى يوم القيامة.
فيتقدم الزائر ويدخل المسجد النبوي الشريف في منتهى الأدب ويخشع أمام حجرته الشريفة، ويسلِّم بصوت خفيض ويصلي عليه ويثني عليه، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يشفعه فيه ويسقيه بيده الشريفة من حوضه شربة لا يظمأ بعدها أبداً.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على النبي وآله وأصحابه أجمعين.
وختاماً فهذا أدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن من واجبنا أن نتعلم هذا الأدب، وأن نسير على هذا الهدى عندما نتكلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن نسبه وحياته وخلقه العظيم، لنشارك الصحابة في ذلك الأدب العظيم وهم يقولون بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وإذا أجابوا قالوا: لبيك لبيك يا رسول الله.
ولاشك أنّ المطلوب منا أن نقتدي بهم في هذا الأدب الرفيع،، لأنهم أخذوا هذا الأدب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه، فكان يعتز عليه الصلاة والسلام بهذه التربية الإلهية فيقول: « لقد أدبني ربي فأحسن تأديبي»، ولنتعلم منهم محبة الله عز وجل وإفراده سبحانه وتعالى بالعبادة وحده لا شريك له، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء بهذا التوحيد، وعلّمهم هذا التوحيد، وأدّبهم، فلنأخذ عنهم هذا الأدب، ولنحرص على أن يكون هذا النبي الكريم هو قدوتنا وأسوتنا عليه الصلاة والسلام، ونشهد الله على حبه والسير على هداه..
« بأبي أنت وأمي يا رسول الله «
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.