تعليمنا العام محظوظ بالدعم المالي السخي الذي قدمته القيادة العليا، ولكنه للأسف أقل حظا فيما يترك من أثر تعليمي وسلوكي على أبنائنا. ولم يقتصر دعم تعليمنا على حصوله على النسبة الأكبر من الميزانية العامة للدولة؛ بل تجاوز ذلك إلى حصوله على 10 مليارات إضافية لتطوير التعليم، وكذلك حصوله على مبلغ مالي كبير آخر لتطوير تعليم العلوم والرياضيات. المنطق يقول إن مهارات طلابنا وتحصيلهم العلمي وقدراتهم العقلية يجب أن تتحسن استجابة لهذا الدعم المالي الذي يسيل له لعاب كثير من النظم التعليمية، وإذا لم يحدث تحسُّن في تعليمنا فهناك حتما خلل تتحمله القيادات التربوية. دعونا نتأمل في المردود المتوقع أن يعود على تعليمنا بسبب الدعم المالي السخي. نتوقع بداية أن ينخفض عدد الطلاب في الفصل حيث لا يزيد على ثلاثين طالبا، نتوقع أن يحقق طلابنا نتائج أفضل في المسابقات التعليمية الدولية والإقليمية، نتوقع ألا يواجه طالب الصف الثالث الابتدائي أية صعوبة في قراءة مقال أو قطعة نثرية، نتوقع أن تنخفض معدلات التسرب والفصل من الجامعات، نتوقع أن تتوافر لنا أدوات علمية موثوقة تقيس مستوى التحصيل العلمي لطلابنا، نتوقع انخفاض مشكلات الطلاب السلوكية والأخلاقية في المدارس، نتوقع توظيف أفضل للبحث التربوي لتشخيص علل التعليم ومعالجتها.