Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/04/2010 G Issue 13701
السبت 18 ربيع الثاني 1431   العدد  13701
 
وقفات شرعية مع بيان الداخلية الإلحاقي لحادثة نقطة أمن الحمراء
عبدالمحسن بن محمد العجيمي

 

تابع الجميع ما صرح به المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يوم الأربعاء 8-4-1431هـ من خلال البيان الإلحاقي حول ما سبق بيانه من وقوع مواجهة أمنية مع بعض عناصر الفئة الضالة في نقطة أمن الحمراء على طريق الساحل بمنطقة جازان، وأن الاستقراء الأولي لهذا الحادث والأسلحة التي تم ضبطها (بما فيها الأحزمة الناسفة)، ظهر استفادة التنظيم الضال في الخارج من عناصر داخل الوطن يعتمد عليها في تنفيذ مخططاته الإجرامية، قدم بعضهم إلى المملكة تحت ستار العمل أو زيارة الأماكن المقدسة، أو تسللا عبر المناطق الحدودية، وذلك لتسهيل التواصل مع المغرر بهم وتجنيدهم للفئة الضالة وجمع الأموال وتنفيذ المخططات القادمة من الخارج والتي تستهدف الوطن في أبنائه وأمنه ومقدراته.

وأنه بتوفيق الله ثم بجهود رجال الأمن تم التمكن من القبض على عناصر مهمة قامت ببناء شبكة غالبها من المقيمين إضافة إلى المغرر بهم ومن بينهم (انتحاريون) لتنفيذ هجمات في الداخل واستهداف منشآت وطنية والترصد لرجال أمنٍ بقصد استهدافهم، وذلك بالتزامن مع ما شهدته حدود المملكة الجنوبية من أحداث خلال الفترة الماضية، إضافة إلى اعتراض خليتين تتكون كل منهما من ستة عناصر وتعمل كل منهما بصفة مستقلة عن الأخرى وكلتاهما على ارتباط مباشر بالتنظيم الضال الذي اتخذ من أرض اليمن منطلقاً لتنفيذ عملياته الإجرامية، حيث تمكنت الجهات المختصة بعد توفيق الله من ضبط جميع أعضاء هاتين الخليتين وهم في المراحل الأولية من التجهيز لمهاجمة منشآت نفطية وأمنية في المنطقة الشرقية.

ولي مع هذا البيان بعض الوقفات الشرعية المهمة على النحو الآتي:

الوقفة الأولى: أن ما تم الإعلان عنه في هذا البيان، هو: من فضل الله ورحمته على هذه البلاد وأهلها والمقيمين على أرضها، يجب أن يفرح به كل مؤمن تقي وإنسان سوي، حيث أدت تلك العملية -بعد توفيق الله- إلى دفع كثير من الشرور، فإن الفرح به، فرح مشروع، امتثالاً لقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}.

الوقفة الثانية: أن ما قام به رجال الأمن من تتبع لخيوط حادثة نقطة أمن الحمراء، والقبض على عناصر الفئة الضالة ذات العلاقة بها إضافة إلى القبض على أفراد هاتين الخليتين.. يُعد إنجازاً أمنياً، ويدل دلالة واضحة -بعد توفيق الله تعالى- على مدى وعي رجال الأمن، وحنكتهم، وشجاعتهم، وعلى نوعيات الاستعدادات والتدريبات التي يتلقونها من قِبل الجهات المسؤولة لإعدادهم إعداداً كاملاً لمقابلة المفسدين في الأرض.

الوقفة الثالثة: أن ما قام به عناصر الفئة الضالة من التخطيط لتنفيذ هجمات في الداخل، واستهداف منشآت وطنية، ومهاجمة منشآت نفطية وأمنية في المنطقة الشرقية عمل إجرامي، ولا يشك عاقل بأنه محاربة لله ورسوله وسعي في الأرض فساداً، وقد بيّن الله جزاء هؤلاء بقوله: (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).

ويدل -أيضاً- على ضلال تلك الفئة وسوء معتقدهم فإن ذلك من فعل الخوارج الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإينما لقيتموهم، فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة) متفق عليه.

الوقفة الرابعة: جاء في البيان أن من بين المقبوض عليهم (انتحاريين) ومن المعلوم أن تنفيذ الهجمات الانتحارية لا يكون إلا بقتل النفس وهو معتقد فاسد، وداخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة).. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوج بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) رواه مسلم.

الوقفة الخامسة: جاء في البيان أن الانتحاريين غُرر بهم للترصد لرجال أمنٍ بقصد استهدافهم، وهذا قتل للأنفس المعصومة تعمداً واعتداء عليها بغير حق، وقد قال الله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمارق من الدين التارك للجماعة) متفق عليه وهذا لفظ البخاري.

فالحمد لله والشكر له أن هيأ لنا ولاة أمر يحفظون أمننا وأمن مقدساتنا ومقدرات بلادنا.

- المفتش بالرئاسة العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - إمام وخطيب جامع فاطمة الزهراء بحي المرسلات بالرياض



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد