الجزيرة - فيصل الحميد
منذ أن ألمحت الدول المنتجة والمصدرة للغاز عام 2007 في اجتماعها الوزاري السادس في الدوحة تحويل منتداهم إلى منظمة على غرار منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» واجهت انتقادات حادة من دول أوربا والولايات المتحدة وحتى دول شرق آسيا ومعارضة شديدة خشية أن تتحكم المنظمة في أسعار الغاز أو التأثير عليها.
والأعضاء عندما أسسوا المنتدى أكدوا أن ذلك لا يعدو كونه اجتماعاً دورياً لمناقشة السياسات المتعلقة بالقطاع، مستبعدين أن يتحول إلى منظمة، وفقط إيران هي من يدعو إلى التحول كونها من اقترح الفكرة، التي تدرس من قبل الأعضاء منذ ذلك الوقت.
ويترقب قطاع الغاز في التاسع عشر من الشهر الجاري ما يسفر عنه الاجتماع العاشر للدول المنتجة والمصدرة للغاز والمنعقد في وهران الجزائرية، حيث قال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري: إن الاجتماع سيخرج بقرار تاريخي. ورداً على سؤال حول احتمال إعلان «أوبك للغاز» قال شكيب للصحفيين: «إذا أراد منتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز أن يكون عملياً ويدافع عن مصالح الدول المصدرة يجب أن يكون هناك إجماع وتوافق، وفي كل الأحوال فإن قرار إنشاء أوبك للغاز مرتبط بكبار المصدرين قبل كل شيء». وأضاف «إن القرار مرتبط بموافقة قطر وروسيا الدولتين اللتين تعتبران من كبار المنتجين».
وتملك روسيا وإيران وقطر 60 % من احتياطات الغاز في العالم، وتتصدر روسيا الإنتاج بنحو 584 مليار متر مكعب في عام 2009 تلتها إيران بأكثر من 198 مليار متر مكعب ثم الصين التي أنتجت أكثر من 83 مليار متر مكعب لكنها تستهلك أكثر من الإنتاج فقطر التي ستصل بإنتاجها في 2014 عند 23 مليار متر مكعب.
روسيا على خطى إيران
يقول الدكتور راشد أبانمي إستراتيجي وخبير في قطاع الطاقة لـ(الجزيرة) «طبقت روسيا إستراتيجية لإفشال المشروع من خلال إثارة الخلاف على بحر قزوين واعتباره بحيرة، وبناء على ذلك فالقانون الدولي سيعطيها الحق بتقاسم مياهه وثرواته بالتساوي بين الدول المحيطة به كما ينص القانون الدولي على ذلك». ويضيف ان روسيا قامت أيضا بشراء كامل الغاز المنتج في أواسط آسيا لعقود طويلة الأجل، كما توجهت إلى تكثيف الجهود لبناء خطوط غاز كخط «ساوث ستريم» الذي يمر تحت مياه البحر الأسود، وصولاً إلى بلغاريا.