التدريب العملي وتأهيل طلاب الجامعات وسط بيئة عمل ناجحة، كان مطلباً ملحاً لسنوات من قبل القطاع الخاص، حينما لمس ضعف مخرجات الجامعات، فالقطاع الخاص ديناميكي ويبحث عن الموظف المنتج.
الجانب الأكاديمي مهم وهو أساس يبني عليه الطالب مستقبله، ولكن التدريب والتأهيل أيضاً لا يقل أهمية بحكم أن طبيعة العلوم الأكاديمية بطيئة التغير، والواقع العملي سريع التغير، ولاسيما في وقتنا الحاضر الذي تتسيد فيه التقنية كل المجالات.
ولعل في الخطوة الرائدة التي تبنتها مجموعة الجريسي بتدريب ألف طالب وطالبة من جامعة الملك سعود، تشكل تجربة مهمة وتصب في معالجة جانب مهم من جوانب القصور العملي لدى الطلاب، وما تحمله هذه التجربة الوطنية من مؤشرات تؤكد أنها ستكون ذات عائد مهم على المستقبل الوظيفي للطالب.
نحن نتمنى أن تتوسع مثل هذه المبادرات، وان تبادر الشركات الكبرى لخدمة شباب الوطن بهكذا مشاريع رائدة، وان يحرص الطالب على استثمار مثل هذه البرامج ليتعرف على بيئة العمل ويكسب المعارف التي تعينه على تطوير قدراته.
أيضاً من المهم أن تتصف مثل هذه البرامج بالالتزام التام من حيث رصد ومتابعة قدرات الطالب أثناء برنامج التدريب من قبل الجامعة ليمكن من خلال ذلك رصد نقاط الضعف التي يمكن معالجتها من الناحية العملية والأكاديمية.
استمعت للشيخ عبدالرحمن الجريسي وهو يتحدث عن البرنامج وحديثه كان - كعادته - مملوء بالحماسة الوطنية والتفاؤل بهذا البرنامج، كان حديثه يتوشح الأمنيات بأن يرى الشاب السعودي الطموح المثابر، وقد أخذ موقعه القيادي في شركات الجريسي، وهو يضرب الأمثلة والبراهين ويذكر العديد من الأمثلة التي عاصرها لشاب تحول من موظف مستودع براتب 250 ريالاً إلى رئيس تنفيذي يصل إجمالي دخله إلى نصف مليون ريال شهرياً بإحدى شركات المجموعة.
التدرج الوظيفي والمادي قناعة مهمة يجب ألا تغيب عن الطالب المتدرب، وفي كثير من الأحيان يخسر الشاب سنوات من عمره الوظيفي بسبب كثرة وسرعة التنقل بين الوظائف، وهي نقطة ذكرها الشيخ الجريسي من خلال خبرته العملية، ومن المهم أن يعي الشاب أهمية الاستقرار الوظيفي والإبداع في مجال عمله ليصبح بعد ذلك موظفاً ناجحاً الكل يخطب وده.
hme2020@gmail.com