كتب - علي العبد الله
هناك لحظات لا يستطيع فيها الناقد أن يجامل هذا الفنان أو ذاك، وهناك لحظات تطلب منا بإلحاح قول الحقيقة حتى وإن كانت قاسية ومؤلمة ومرة، وهناك لحظات يجب أن نتوقف فيها عندما (ينتهي) زمننا، فلا يمكن أن (يدق البخت) بابنا مرات متعددة مقدما لنا ورداً ومسكاً وعنبراً ولا أحد يأخذ زمنه وزمن غيره، وهناك لحظات لا نستطيع فيها أن نجامل أو نقدم أعذارا لنستمر، وهناك لحظات لا نملك فيها إلا ذكريات الزمن الماضي بتفاصيله الجميلة، فلا يمكن أن نأخذ نجاحات الزمن الماضي والحاضر.
هذه المقدمة تنطبق على الفنان خالد عبدالرحمن الذي أحدث في وقت من الأوقات (انقلاباً) كبيراً في خارطة الفن الشعبي وكان ذلك في مطلع التسعينيات الماضية التي حقق فيها نجاحاً كاسراً وباهراً في ذلكم الزمن الماضي الجميل تغنى خالد ب(صارحيني، وأهلا هلا بك، وتقوا الهجر)، والعديد من الأعمال الغنائية التي ما زالت عالقة في أذهان جمهوره ومحبيه.
في تلك الفترة (الذهبية) لخالد عبدالرحمن كان هناك (هوس) كبير من الجمهور فيه وبمفردات أغانيه ولكن زمن خالد الجميل لم يدم طويلا حيث أخذ مستواه في التذبذب ما بين صعود وهبوط ولكنه لم يصل في صعوده بأي حال من الأحوال لنجاح التسعينيات الميلادية الماضية وبدأت أسهمه بالتراجع شيئا فشيئا وبدأ جمهوره يبتعد ويتوارى، وأغلبهم نضجت ذائقته الفنية.
لم يعد خالد كما كان، ولم تحقق حفلاته الغنائية النجاح المطلوب ولعل حفلته الغنائية في البحرين التي أقيمت في العام 2005م ولم تشهد حضورا جماهيريا يذكر كانت بمثابة ناقوس الخطر الذي لم يلتفت له خالد بجدية وحذر ليبدأ العد التنازلي لزمنه السابق وتبدأ أوراقه الخضراء الربيعية بالتساقط، ويعزف عنه منظمو الحفلات الغنائية.
ويبدو أن انشغال خالد برحلات الصيد أثر كثيراً على قدرته في قراءة واقعه الفني بوضوح، لذا لم يحقق ألبومه الأخير نجاحا يذكر ولم يقدم فيه جديدا يضيفه على نجاحات الماضي فظهر الألبوم بجمل لحنية مكررة وغير متناسقة وبصوت انتهى زمانه وآن له أن يتوقف.