حين يأتي الحديث عن الإمبراطوريات الإعلامية العربية الكبرى فإن أول ما يخطر في بالي هي مجموعة الشرق الأوسط، وهذا ليس ما تزودني به الذاكرة وحدي بل هي ما يفكر به الأغلبية.
وقبل عدة سنوات طرح الصديق تركي شبانة رأيه المنادي بقيام تحالفات إعلامية عربية مثلما يحدث في بقية دول العالم (المتحضر) وكلما ألتقي به أسأله عن هذا الرأي فأجده متمسكاً به مقتنعاً بما ذهب إليه، ومصراً على نجاح مثل هذه التحالفات.
وليسمح لي الجميع بتحية تقدير أسوقها للشيخ الوليد بن إبراهيم والأستاذ علي الحديثي وجميع الزملاء في كافة قطاعات وإدارات المجموعة الذين تربطني بهم جميعاً علاقة (ممتازة) رغم سلسلة انتقادات (قاسية) طالتهم مني في فترات سابقة، ولا أظن بأن المكان هنا مناسب لأحيي لهم حفل (مديح) لأن علاقتي بهم أراها مميزة.
لا أذيع سراً أن أقول: إن mbc اليوم هي الأفضل في النطاق الفضائي العربي، وهي الأكثر حظوة عند جميع الأسر العربية ويكفيها فخراً أن تفوز بالمراكز الأولى كل عام كواحدة من أكثر القنوات العربية مشاهدة (وهذا فقط عن القناة الأولى) عدا محطة العربية التي أضحت هامة عند الباحثين عن الحدث في كل مكان بمهنيتها العالية وبرامجها المميزة، والحديث ينسحب هنا على بقية قنوات المجموعة وإذاعاتها، وهي مفخرة لكل (سعودي) منذ أن تنفست يومها الأول من لندن وحتى يومنا هذا حيث مكانها الشامخ في مدينة دبي الإعلامية.
mbc لم يسبق لي أن كتبت عنها (مادحاً) لكنني مجبر على احترامها، ويكفي أن أبدي انبهاري بإحدى قنواتها، وكذا يفعل سوادنا الأعظم، وكما يقال فإن الظهور لمدة خمس دقائق لأي شخص على mbc خير له ألف مرة من ساعتين في سواها ولا أرى في ذلك مبالغة.
كنت معترضاً على قيام تحالفات وكان اعتراضي بسبب اعتقادي بسيطرة القوي على الضعيف، وإضعاف القوي وارتباك الضعيف لكنني اليوم أقف مع نفس الرأي الذي ذهب إليه الصديق تركي، وأنصح بالاستفادة من تجربة mbc التي أثبتت أن العمل بصمت هو الطريق الأفضل للنجاح، بعيداً عن البروباغندا الزائدة وتهميش الآخرين والنظر إليهم من علو وتقليد تجاربهم والفشل فيها كما يفعل بعض (المتطفلين).
mbc هي اليوم أكبر وأضخم إمبراطورية عربية وأقولها عن ثقة مفرطة والتجارب الماضية وقادم الأيام تثبت صحة كلامي، وعدا ذلك فهو ضرب من (الأحلام).
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa