Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/04/2010 G Issue 13701
السبت 18 ربيع الثاني 1431   العدد  13701
 
كراسي (الجزيرة).. ريادة عالمية
د. علي بن شويل القرني

 

كراسي صحيفة الجزيرة في الجامعات السعودية تعد الأبرز في أوجه التعاون بين الجامعات ومؤسسات الإعلام في المملكة.. وقد حققت هذه الكراسي نجاحاً كبيراً غير مسبوق في سياقات التعاون بين أي مؤسسة إعلامية

ومؤسسة أكاديمية.. وقد انضمت جامعة الأميرة نورة إلى الجامعات السابقة في استحداث كرسي الدراسات الحديثة في تدشين مميز يوم الأربعاء الماضي..

إن جامعة الملك سعود هيأت البنية التعليمية والفكرية والبحثية للكراسي البحثية في الجامعة، وقد تجاوزت إلى اليوم أكثر من ثمانين كرسي بحث في مختلف التخصصات العلمية والطبية والإنسانية.. وهذا التوجه الريادي الذي أسسته جامعة الملك سعود شجع المؤسسات ورجال الأعمال والجهات الحكومية المختلفة أن تبادر إلى المشاركة في هذا النموذج المميز في التعاون المشترك بين الجامعة وتلك المؤسسات والجهات والأشخاص.. ولهذا فقد بادرت صحيفة الجزيرة منذ أكثر من عامين إلى طرح فكرة تأسيس كرسي بحثي بجامعة الملك سعود كأول كرسي في مجال الصحافة والإعلام بالجامعات السعودية والعربية.. وتحققت ريادة هذا الكرسي الذي ولد ليكون - والحمد لله - ناجحاً بدعم الجامعة اللامحدود له وبدعم مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وحماسها الشديد من خلال قياداتها العليا المتمثلة في رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير والمدير العام.. وجميع المنسوبين في هذه الصحيفة..

كراسي البحث في الجامعات السعودية في العاصمة والمناطق الشرقية والغربية والشمالية هي كراسي علمية تؤسس لمعرفة متخصصة في مجال الإعلام والعلوم القريبة منها كاللغة والإعلام مثلا كما هو الحال بالنسبة لكرسي الجزيرة في جامعة الأميرة نورة.. أو الإعلام الصحي كما هو الحال في جامعة الملك فيصل.. وجميع هذه الكراسي مكملة لبعضها البعض وتصب في اتجاه واحد وهو الارتقاء بالمعارف والبحوث في مجال الصحافة والإعلام..

ونحن في كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية نقدم نموذجاً مميزاً يضيف إلى جميع هذه الكراسي، وهي التجارب والخبرات العالمية في مجال الصحافة، حيث أستاذ الكرسي بجامعة الملك سعود هو أستاذ متخصص في الصحافة وله مؤلفات وبحوث قيمة في هذا المجال، إضافة إلى خبراته المهنية المبنية على عمله وممارساته السابقة في ميدان الصحافة.. وهذا البعد يشكل أهمية لنا ولباقي الكراسي، حيث إن نقل مثل هذه الخبرات والتجارب والمستجدات من دولة متقدمة في وسائلها الإعلامية سيثري المؤسسات الجامعية، وخبرات دارسي الإعلام ومنسوبي الصحافة ليس فقط في الجزيرة ولكن في صحف أخرى بالتطورات التحريرية والتنظيمية في هذا المجال..

وخلال الأسبوعين الماضيين كان أستاذ الكرسي البروفيسور جون هارتمان في زيارة للمملكة على حساب كرسي الجزيرة بجامعة الملك سعود.. فقدم العديد من الموضوعات والخبرات الحديثة في هذا الشأن.. ومن اليوم السبت يبدأ البروفيسور دوجلاس بويد أستاذ الإعلام بجامعة كنتكي بالولايات المتحدة الأمريكية نشاطه كأستاذ زائر للكرسي، حيث لديه أجندة علمية مهمة في لقاء طلاب وأساتذة الإعلام في المملكة، وخاصة في جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث تم الترتيب لقيامه بزيارة كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام الجديد بجامعة الإمام.. وهذا ما يحرص عليه كرسي الجزيرة بجامعة الملك سعود في تعميم فائدة الأساتذة الزائرين..

وكنت أتمنى مع النجاح الكبير الذي حققته صحيفة الجزيرة في كراسيها البحثية أن تحذو صحف أخرى حذوها في تأسيس كراسي بحثية أخرى.. في موضوعات أخرى جديدة، إسهاماً منها في تنمية الفكر الإعلامي بالجامعات السعودية والمجتمع السعودي.. وهي خطوة نتمناها قريباً بمشيئة الله تعالى..

ولتوضيح أهمية مثل هذه الكراسي من واقع ما هو موجود حالياً في كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية، فقد تحققت مجموعة نشاطات، من بينها:

إجراء عدد من البحوث الإعلامية وخاصة في الصحافة، فقد أجرى الكرسي دراسة وطنية عن الصحافة السعودية في مراحلها الأخيرة، وهي دراسة شاملة لتحليل مضمون كافة مواد الصحف بما فيها الإعلانات.. وستنشر قريباً وتصدر في كتاب كامل.

أصدر الكرسي سلسلة البحوث والدراسات الإعلامية، وصدر العدد الأول، والثاني خلال الأسابيع القادمة.

أطلق الكرسي سلسلة (الرسائل العلمية في الصحافة والإعلام) لنشر رسائل الماجستير والدكتوراه وتشجيع النشر لهذه الفئة البحثية، ونحن بصدد إصدار العدد الأول منها..

نظم الكرسي عدداً من ورش العمل والدورات التدريبية في مجالات حديثة في الصحافة والإعلام.. وبتركيز أكثر على الاتجاهات الحديثة.. واستفادت منها أعداد من الصحافيين من مختلف الصحف السعودية إضافة إلى منسوبي الجزيرة، وكذلك طلاب الإعلام كافة..

كما يعمل الكرسي على ترتيب بعض البحوث والمؤلفات الدولية المشتركة بين أساتذة بجامعة الملك سعود وأساتذة دوليين.

وأخيراً، فإن تجربة الكراسي البحثية لصحيفة الجزيرة هي مجال نوعي من البرامج المشتركة بين الجامعات والمؤسسات الإعلامية، وأثبتت نجاحها رغم عمرها القصير.

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود


alkami@ksu.edu.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد