Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/04/2010 G Issue 13701
السبت 18 ربيع الثاني 1431   العدد  13701
 
أمانة منطقة الرياض
د. عبدالله بن سعد العبيد

 

نشهد هذه الأيام بداية خروج وإنجاز عدد من مشاريع أمانة منطقة الرياض والتي لابد لأي محايد أن يشيد بها وبالعمل الذي صاحبها لإخراجها بالشكل المأمول، فيلاحظ بجلاء مدى التطور الجمالي في ميادين وشوارع وطرقات مدينة الرياض من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها، حيث يندر أن تجد أحد الميادين العامة الثماني والعشرين التي لم تطلها أيدي التطوير.

فمن تطوير جوانب الطرق السريعة التي تشق المدينة إلى تطوير ميادينها العامة والتي باتت معالم واضحة لكل من يجوب تلك الشوارع، وقد هالني حقيقةً حجم التغير الذي حل بمنطقة التقاء طريق الدائري الجنوبي مع غرب الرياض خلف أسواق عتيقة، حيث كانت تلك المنطقة نقطة تلوّث واضحة، من خلال أنهار الصرف الصحي التي كان يشاهدها كل من استخدم تلك الطريق، وكان يعاني منها كل من يسكن في نواصي تلك المنطقة، وإذا بها اليوم أصبحت منطقة جمالية في تشجيرها وتوزيع مسارات المياه بها، وزادها جمالاً تلك النافورة التي وضعت في أحد أطرافها.

ما يجب الإشادة به هو الطريقة التي تدار بها تلك المشاريع، فقد عمدت الأمانة إلى ترسية مشاريعها التطويرية للدراسة وإجراء البحوث عليها لمؤسسات متخصصة، ولم تفعل ذلك معتمدةً على آراء وأفكار ارتجالية وهو ما أظهر العمل بشكل عالي المهنية.

ما يجب أيضاً ذكره هو عدم إغفال الأمانة لمشاريع تطويرية أخرى لا علاقة لها بجمالية الطرقات والشوارع والميادين، فإلى جانب اهتمامها بتطوير الشكل العام للطرقات والميادين في الرياض، كان اهتمامها ملحوظاً بالجوانب المتعلقة بصحة البيئة من خلال عدد من المشاريع المتعلقة بتقييم المنشآت ذات العلاقة بالبيئة، وإنشاء معامل متخصصة ومختبرات للحشرات وما إلى ذلك، واهتمامها بإمداد المخططات السكنية بالخدمات الإنسانية اللازمة، وحرصها على تحويل إجراءات عديدة للطرق الإلكترونية، من خلال إطلاق بوابة إلكترونية تفاعلية عبر شبكة الإنترنت لتسهيل الإجراءات، وتيسير وإنهاء المعاملات لكافة المراجعين وإعادة النظر في خدماتها، وإيجاد آلية تواصل فعّالة بين كافة جهات الأمانة والمستفيدين من خدماتها.

ما كتبته سابقاً ليس تلميعاً للأمانة ولا تحسيناً لصورتها إنما من باب إعطاء العمل حقه مديحاً أو ذماً، وما سبق ذكره إنما يُحسب للقائمين على الأمانة، ولمن بيدهم دفة الأمور وإصدار القرارات ويُمعن في تكريس مفهوم الولاء والانتماء لدى المواطن الموظف.

إلاّ أنني لازلت أتساءل حول اهتمام الأمانة بالنظافة العامة لأحياء المدينة والطرقات الفرعية بها، والتي قد أوردت مقالاً سابقاً يحكي معاناة سكان كثير من الأحياء من إهمال حاويات القمائم - أكرمكم الله -، وإهمال المظهر العام والشخصي لعمال النظافة، واقترحت ضرورة قيام الأمانة بإيجاد حلول سريعة وجذرية للعديد من تلك المشكلات، وقد ذكرت ما فعلتْه البلدية حينما قامت بترتيب وتنظيم مواقع حاويات القمامة - أكرمكم الله - في معظم الشوارع والطرق الرئيسة بالرياض، بشكل حضاري يعطي مرتادي ذلك الشارع أو تلك الطريق، انطباعاً بمدى الرقي الذي وصلنا إليه، وأبديت استغرابي من عدم قيام الأمانة ممثلة بالإدارة المعنية بنظافة المدينة بإجراء تنظيم معيّن يحد من عشوائية الحاويات داخل الأحياء السكنية، بل والاستفادة من مخلّفات الساكنين في إعادة التدوير. لا أعلم ما الذي تفترضه الأمانة من الساكنين فعله للقضاء على الروائح القذرة المنبعثة من مخلّفات الطعام وغيرها في تلك الحاويات، أو من ما يمكن أن تخلفه تلك الحاويات من أمراض من خلال تجمُّع كثير من الذباب والبعوض فيها وحولها، وحول السوائل التي تخلّفها تلك الحاويات. لا أعلم كيف يمكن منع حدوث مشكلات بين الساكنين المتجاورين بسبب مواقع تلك الحاويات. لا أعلم كيف للساكنين وحدهم علاج تلك المشكلة دون تدخل الأمانة. كيف يمكن أن ننظر يوماً لعامل النظافة ولا نراه متسخاً قذراً تفوح منه رائحة كريهة. أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع لا يستطيع أحد الإجابة عليها سوى المسئولين في الأمانة.

ما سبق لا يعدو كونه مطالبة للأمانة لإيجاد حلول سريعة لمشكلة تتفاقم بشكل سريع، وقد لا تبدو لهم بحجمهما الطبيعي. مشكلة سنعاني من آثارها المرضية والصحية طويلاً إن لم يتم إيجاد حل جذري لها، كما حدث مع حاويات الطرق والشوارع الرئيسة. تلك المطالبة نضعها أمام رجالات الأمانة ولديّ يقين بأنهم لن يوفروا جهداً بالقضاء عليها وإيجاد الحلول لها وهذا ما عهدناه فيهم. إلى لقاء قادم إن كتب الله.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد