يعود قادة الأمة العربية ومن يمثلونهم للاجتماع من جديد لمعالجة هموم الأمة التي تحاصرها الأزمات والقضايا التي ظلت تعاني صعوبة الحلول أو الإهمال والتعطيل المتعمد من القوى الدولية التي لا تزال توجه وتؤثر في صياغة وصنع القرار الدولي.
كثيرة هي القضايا والأزمات العربية أمام القمة العربية، إلا أن القضية الفلسطينية، وبالتحديد موضوع القدس الذي أخذ يتفاعل بقوة بعد أن أخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسرع في عمليات الاستيطان الإسرائيلي في مدينة القدس لاستكمال تهويد المدينة المقدسة التي تواجه خطراً حقيقياً يتمثل في تمادي الإسرائيليين في خرق الشرعية الدولية وانتهاك كل القوانين، وعدم اتخاذ موقف حازم من قِبل القوى الدولية وكل الجهات التي تضطلع بمهام حل القضية الفلسطينية وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية التي تستأثر بكل خيوط العملية السلمية وكوسيط وحده القادر على لجم الإسرائيليين إن هم أرادوا.
هذه المهمة الكبيرة مهمة إنقاذ القدس، المسجد الأقصى والمدينة من (إصرار) الإسرائيليين على تهويد المدينة المقدسة وإجبار الفلسطينيين على مغادرتها من خلال محاصرتهم بالمجمعات الاستيطانية وإغراق المدينة بقطعان المستوطنين المتوحشين الذين وظفتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي في التحرش والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى ومضايقة المقدسيين في مدينتهم.
هذه القضية فرضت على القائمين على القمة بتسميتها بقمة القدس، واستسبق وزراء الخارجية العرب وأعلنوا عن تخصيص خمسمئة مليون دولار أمريكي لصندوق القدس، وتعيين مفوض عام ضمن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهدف تفعيل وتنشيط العمل العربي الجامع لإنقاذ القدس.
هل يفلح العرب في صياغة موقف عربي قوي يجبر إسرائيل على وقف أعمالها الإجرامية في القدس ويشجع القوى الدولية لتقوم بدورها
للضغط على هذه الدولة المتمردة، أم يواصل العرب الفرقة وينشغلون بخلافاتهم التي لا تنتهي..؟!!
هذا ما ينتظر العرب جميعاً، ولذلك فإن كل الأنظار متجهة نحو مدينة سرت في ليبيا متمنين أن تغيب مظاهر الاستعراض ويتم التركيز على الفعل الإيجابي الجامع.
***